للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللعسكري من حديث ابن نفيع الحارثي عن شيخة من قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأناة في كل شيء خير إلا في ثلاث: إذا صيح في خيل الله؛ فكونوا أول من شخص.." وذكر حديثًا.

قال العسكري: قوله: "يا خيل الله اركبي" على المجاز والتوسع، أراد يا فرسان خيل الله اركبي، فاختصر لعلم المخاطب بما أراد. والله أعلم.

٣١٧١- يا داود أنا الرب المعبود أنتقم من الأبناء بما فعل الجدود.

هذا من الأحاديث القدسية الإسرائيلية، ولعلها من مزامير زبور داود عليه الصلاة والسلام، هكذا في بعض الهوامش. ولا أعلم صحته ولا بطلانه، فليراجع.

٣١٧٢- يا سارية الجبل الجبل١.

قاله عمر بن الخطاب وهو يخطب يوم الجمعة، حيث وقع في خاطره أن الجيش -الذي أرسله مع سارية إلى نهاوند بفارس- لاقى العدو وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة، وبالقرب منهم جبل، فقال ذلك في أثناء خطبته ورفع به صوته؛ فألقاه الله في سمع سارية، فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم.

وكذا رواه الواقدي عن أسامة بن زيد عن ابن أسلم عن أبيه عن عمر.

وأخرجها سيف مطولة عن رجل من بني مازن، والبيهقي في "الدلائل"، واللالكائي في "شرح السنة"، وابن الأعرابي في "كرامات الأولياء" عن ابن عمر قال: "وجه عمر جيشًا، وولى عليهم رجلًا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي يا سارية الجبل! ثلاثًا. ثم قدم رسول الجيش؛ فسأله عمر فقال: يا أمير المؤمنين هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتًا ينادي يا سارية الجبل -ثلاثًا- فأسندنا ظهرنا إلى الجبل؛ فهزمهم الله. قال فقيل لعمر: إنك كنت تصيح هكذا وهكذا". رواه حرملة في جمعه لحديث ابن وهب وإسناده كما قال الحافظ ابن حجر - حسن.

ولابن مردويه عن ابن عمر عن أبيه: "أنه كان يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال يا سارية الجبل! من استرعى الذئب ظلم، فالتفت الناس بعضهم لبعض، فقال لهم علي: ليخرجن مما قال. فلما فرغ سألوه فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا


١ إسناده جيد حسن، موقوفًا على عمر، انظر الصحيحة "ح١١١٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>