للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخواننا، وأنهم يمرون بجبل؛ فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه، فجاء البشير بعد شهر، وذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم. قال: فعدلنا إلى الجبل؛ ففتح الله علينا".

قال في "اللآلئ": وقد أفرد الحافظ القطب١ الحلبي لطرقه جزءًا، ووثق رجال هذا الطريق. وقال: ذكره ابن عساكر وابن ماكولا وغيرهم. وسارية له صحبة. انتهى.

٣١٧٣- يا شيخ إن أردت السلامة فاطلبها في سلامة غيرك منك٢.

رواه ابن السمعاني في "الذيل" عن أبي إسحاق الشيرازي أنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؛ فسألته عن حديث أسمعه منه وأرويه عنه، فقال لي: يا شيخ إن أردت.." إلخ، وكان يفرح بذلك، ويقول: "سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخًا قال المنوفي: لا إنكار في رواية مثل هذا عنه صلى الله عليه وسلم في العمل به؛ فإنه لا يأتي فيه الخلاف الذي ذكره أصحابنا في الخصائص.

وقال النووي في "شرح مسلم": ما تقرر في الشرع لا يفتقر إلى ما يراه النائم؛ لأنه ليس حكما بالمنام، بل بما تقرر في الشرع؛ فلا خلاف في استحباب العمل على وفق ما يفيده من ندب أو إرشاد إلى فعل مصلحة أو نهي عن منهي عنه فاعرفه٣.

٣١٧٤- يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حثالة كحثالة التمر - وفي رواية حثالة كحثالة الشعير أو التمر - لا يبالي الله تعالى بهم باله.


١ القطب مصطلح الصوفية التي يرفعون بها صاحب هذا اللقب إلى منزلة شبيهة بمنزلة الألوهية.
٢ انظر التمييز "١٦٤٧".
٣ يتمسح العجلوي هنا في كلام النووي، مع أن كلام النووي في واد وكلامه هو في واد آخر؛ فالنووي يقرر أولًا أن ما تقرر في الشرع لا يفتقر إلى ما يراه النائم، ومن ثم فلا حاجة بنا في إثبات الشرع إلى تلك المنامات، اللهم إلا أن تحمل بشارة أو ترغب في مندوب متقرر شرعًا، أو تنفر من محظور منهى عنه شرعًا. أما أن يؤخذ تشريع منها فلا، أو يصحح بها حديث ونحوه فهذا من أبطل الباطل، وقد سبق التعليق على مسألة التلبيس بأن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقد رآه حقًا لأن الشيطان لا يتمثل به، وقلنا إن الشيطان لا يتمثل به حقيقة، ولكن لا مانع من أن يكذب ويتمثل في صورة غيره على أنه هو، ومن ثم فلا يهول الأمر بأنها رؤيا حق؛ فالغالب في مثل تلك الرؤى أنها أحلام شيطانية لأصحاب الهوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>