للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا ما يذكر من القبور في جبل لبنان في البقاع أنه قبر نوح -عليه الصلاة والسلام- لا أصل له؛ وإنما حدث في أثناء المائة السابعة.

وكذلك القبر المشهور الذي ينسب لأبي بن كعب -رضي الله عنه- بالجانب الشرقي من دمشق مع اتفاق العلماء على أنه لم يدخلها؛ فضلًا عن دفنه فيها، وإنما مات في المدينة.

وكذلك المشهد المنسوب لعبد الله بن سلام -رضي الله عنه- في قرية "سقبا" من الغوطة؛ لا أصل له هنا؛ وإنما مدفنه بالمدينة كما ذكره العلماء المعتبرون، منهم النووي.

كذلك المكان المنسوب لابن عمر من الجبل الذي بالمعلاة مقبرة مكة؛ لا يصح أصلًا وإن اتفقوا على أنه توفي بمكة.

والمكان المنسوب لعقبة بن عامر -رضي الله عنه- من قرافة مصر؛ بل هو منام رآه بعضهم بمد أزمنة متطاولة.

والمكان المنسوب لأبي هريرة -رضي الله عنه- بعسقلان؛ إنما هو قبر حيدرة بن خيشنة على ما جزم به بعض الحفاظ الشاميين، ولكن جزم ابن حبان وتبعه الحافظ ابن حجر بالأول.

وكذلك المكان المشهور بالمشهد الحسيني من القاهرة؛ فليس الحسين مدفونًا فيه بالاتفاق؛ وإنما فيه رأسه كما ذكر بعض المصريين، قال الحافظ ابن حجر: ونفاه بعضهم، ومنهم ابن تيمية؛ فإنه بالغ في إنكار ذلك وأطال كما نقله عنه السخاوي.

وقال الإمام محمد بن الجزري: لا يصح تعيين قبر نبي غير نبينا -عليه الصلاة والسلام-، نعم قبر إبراهيم الخليل عليه الصلاة السلام في تلك القرية لا بخصوص تلك البقعة. انتهى.

ويكفر منكر كون قبر نبينا في المدينة في المكان المخصوص، ولا يكفر منكر قبر نبي غيره بخصوصه حتى إبراهيم، ولا ينسب إلى الابتداع؛ إلا منكر كون قبر الخليل في الغار في بلده المعروفة؛ فإنه مبتدع.

وكذلك المكان المعروف بالسيدة نفيسة ابنة الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب التي وصفها الحافظ العلم البرزالي بأنها خفيرة ديار مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>