وقال في اللآلئ بعد كلام طويل: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به, انتهى.
وقال في شرح الهمزية لابن حجر المكي: قولهما *كم أبانت عن علوم* أنه حسن خلافًا لمن زعم وضعه انتهى.
وقال في الفتاوى الحديثية: رواه جماعة وصححه الحاكم وحسنه الحافظان العلائي وابن حجر, انتهى.
وقال ابن دقيق العيد: لم يثبتوه وقيل: إنه باطل وهو مشعر بتوقفه فيما قالوه من الوضع، بل صرح العلائي بذلك فقال: وعندي فيه نظر ثم بين ما يشهد لكون أبي معاوية حدث به عن ابن عباس وهو ثقة حافظ يحتج بأفراده كابن عيينة وأضرابه قال: فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ، وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول, بل هو كحديث: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، فليس الحديث بكذب لا سيما وقد أخرج الديلمي بسند ضعيف جدا عن ابن عمر أنه قال: "علي بن أبي طالب باب حطة, فمن دخل فيه كان مؤمنًا, ومن خرج منه كان كافرًا"، وأخرجه أيضا عن أبي ذر رفعه بلفظ: "علي باب علمي, ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي, حبه إيمان, وبغضه نفاق, والنظر إليه رأفة".
ورواه أيضا عن ابن عباس رفعه: "أنا ميزان العلم, وعلي كفتاه, والحسن والحسين خيوطه".
وروى الديلمي بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه: "أنا مدينة العلم, وأبو بكر أساسها, وعمر حيطانها, وعثمان سقفها, وعلي بابها".
وروي أيضا عن أنس مرفوعا: "أنا مدينة العلم, وعلي بابها, ومعاوية حلقتها" قال في المقاصد: وبالجملة فكلها ضعيفة وألفاظ أكثرها ركيكة، وأحسنها حديث ابن عباس بل هو حسن، وقال النجم: كلها ضعيفة واهية.
وقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة مرفوعا: "علي مني وأنا من علي, لا يؤدي عني إلا أنا أو علي" وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإطلاق أبو بكر ثم عمر وقد قال ابن عمر: كنا نقول ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان, فيسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا ينكره, بل ثبت عن علي نفسه أنه قال: خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو