للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله ذخرته لك ولضيفانك, قال: "أما تخشى أن يفور لها بخار من جهنم, أنفق بلال ... الحديث"، وذكره النجم عن أبي هريرة أيضا بلفظ: "أما تخشى يا بلال أن ترى له بخارًا في نار جهنم".

ورواه العسكري في الأمثال وكذا البزار في مسنده عن عائشة بلفظ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطعمنا بلال" فقال: يا رسول الله ما عندي إلا صبرة من تمر خبأته لك, فقال: "أما تخشى أن يقذف به في نار جهنم, أنفق ... " الحديث".

وأخرجه البزار أيضًا عن أبي هريرة بلفظ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على بلال وعنده صبرة من تمر فقال: ما هذا؟ قال: أدخره، فقال: "أما تخشى أن ترى له بخارًا في نار جهنم أنفق ... " الحديث.

ورواه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة مرفوعا، ورواه أيضا مرسلًا عن ابن سيرين، ورواه أبو يعلى بلفظ: "أنفق يا بلال, ولا تخافن من ذي العرش إقلالًا".

قال في المقاصد: وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ الحديث, وأنه "بلالًا" ويتكلفون في توجيهه بكونه نهيًا عن المنع وبغير ذلك فشيء لم أقف له على أصل انتهى.

وأقول: مما قيل فيه: إن أصله أنفق بلا قولك لا، ومنه أنه مصدر بلَّ يبلُّ مشدد اللام، وقد وجهه الجلال السيوطي في الأشباه والنظائر النحوية بأنه من الإتباع وإن كان منادًى مفردًا علمًا، وعبارته فيها: ومنه إتباع كلمة في التنوين لكلمة أخرى منونة صحبتها كقوله تعالى: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ} [النمل: ٢٢] {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلًا وَأَغْلالًا} [الإنسان: ٤] في قراءة من نون الجميع، وحديث: أنفق بلالًا ولا تخشَ من ذي العرش انتهت.

وقال في "الهمع" أواخر الكتاب الخامس: روى البزار في مسنده وغيره أنفق بلالًا ولا تخش من ذي العرش إقلالًا, نون المنادى المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالًا انتهى، وأقول: ظاهر كلامه في الكتابين أن الرواية بالنصب ومقتضى ما في المقاصد أنه بالضم فليراجع، وكلام السيوطي لا يفيد حصر الرواية بالنصب والإمام السخاوي نفى الوقوف فلا ينفي الورود، فمن حفظ حجة على من لم يحفظ فافهم, أي: فهما روايتان فلا منافاة.

٦٣٦- إنما الأعمال بالنيات١.

مر في الأعمال بالنيات في أول الكتاب.


١ انظر: ح "١".

<<  <  ج: ص:  >  >>