للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في المقاصد: وهو منقطع، إذ الزهري لم يدرك أبا الدرداء لكن له شواهد، منها: ما في الأمثال للعسكري عن أبي هريرة مرفوعا: إن تغير الخُلُق كتغير الخَلْق, إنك لا تستطيع أن تغير خلقه حتى تغير خلقه.

ومنها ما في المعجم الكبير للطبراني من حديث عبد الله بن ربيعة قال: كنا عند ابن مسعود، فذكر القوم رجلًا فذكروا من خُلُقه، فقال ابن مسعود: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه؟ قالوا: لا، قال: فيده، قالوا: لا، قال: فرجله، قالوا: لا، قال: فإنكم لا تستطيعون أن تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه.

ومنها ما في أنس العاقل لأبي النرسي عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أنه قال له ابنه أبو إسحاق: إن بلغك أن رجلا مات فصدق، وإن بلغك أن فقيرا أفاد مالًا فصدق، وإن بلغك أن أحمق أفاد عقلًا فلا تصدق.

ومنها ما في الأفراد للدارقطني عن أبي هريرة رفعه: إن الله عز وجل مَنَّ على قوم فألهمهم فأدخلهم في رحمته، وابتلى قوما وذكر كلمة فلم يستطيعوا أن يرحلوا عما ابتلاهم فعذبهم، وذلك عدله فيهم.

ومنها حديث ابن مسعود: فرغ من أربع: من الخَلْق والخُلُق كما سيأتي في جف القلم, وحديث: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وما أحسن قول بعضهم:

ومن تحلى بغير طبع ... يرد قسرًا إلى الطبيعة

كخاضب الشيب في ثلاث ... تهتك أستاره الطليعة

٨٠٠- إن كان الكلام من فضة, فالصمت من ذهب١.

رواه ابن أبي الدنيا في الصمت عن الأوزاعي، قال: قاله سليمان بن داود -عليهما الصلاة والسلام-, وسئل ابن المبارك عن قول لقمان لابنه: إن كان الكلام من فضة, فإن الصمت من ذهب, فقال ابن المبارك: لو كان الكلام بطاعة الله من فضة, فإن الصمت عن معصية الله من ذهب, وذكر ابن المبارك أبياتًا آخرها:

إن كان من فضة كلامك يا نفـ ... ـسي فإن السكوت من ذهب


١ انظر الأسرار المرفوعة "١٣٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>