للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال النجم أيضا: ولأثر عمر تتمة، فعند أبي قاسم البغوي بإسناد حسن والخطيب في الكفاية وغيرهم عن خرشة بن أبحر قال: شهد عند عمر بن الخطاب رجل شهادة، فقال له: لست أعرفك، ولا يضرك أن لا أعرفك، فَأْتِ بمن يعرفك. فقال رجل من القوم: أنا أعرفه. فقال: بأي شيء تعرفه؟ قال: بالعدالة والفضل. قال: فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ قال: لا. قال: فمعاملك في الدينار والدرهم اللذين يستدل بهما على الورع؟ قال: لا. قال: فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا. قال: لست تعرفه. ثم قال للرجل: ائت بمن يعرفك.

ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت بلفظ: أن عمر رأى رجلًا يثني على رجل فقال: أسافرت معه؟ قال: لا. قال: أخالطته؟ قال: لا. قال: والله الذي لا إله إلا هو, ما تعرفه.

وروى الدينوري في المجالسة عن عبد الله العمري قال: قال رجل لعمر: إن فلانًا رجل صدق. فقال له: هل سافرت معه؟ قال: لا. قال: فهل كانت بينك وبينه معاملة؟ قال: لا. قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال: لا. قال: فأنت الذي لا علم لك به, أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد, انتهى.

ولا يعارضه: إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان, فتأمل.

١٤٨١- سفهاء مكة حشو الجنة١.

قال في المقاصد: قال شيخنا -يعني الحافظ ابن حجر-: لم أقف عليه.

ثم نقل فيها أنه اتفق بين عالمين في الحرم تنازعٌ في تأويله وسنده, فأصبح الطاعن فيه قد طعن أنفه واعوَجَّ, وقيل له -أي في المنام-: "إي والله، سفهاء مكة من أهل الجنة" ثلاثًا.

فراعه ذلك، وخرج إلى خصمه، وأقر على نفسه بالكلام فيما لا يعنيه، وما لم يحط به خبرًا, انتهى.

وقال النجم: مثل ذلك لا يثبت به حديث ولا حكم, انتهى.

ويقال عن محمد بن أبي الصيف اليماني الشافعي، قال: إنما هو أسفاء مكة، أي: المحزونون فيها على تقصيرهم.


١ انظر تذكرة الموضوعات "٧٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>