ووقع في أصل آخر قديم بتقديم الباء على الطاء أي "البطيخ" كالجادة.
كما رواه إسحاق بن أبي إسرائيل وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهما عن ابن عيينة.
ورواه ابن حبان في صحيحه عن أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل الطبيخ أو البطيخ بالرطب. بكسر أوله فيهما.
ورواه أبو نعيم وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات "الطبيخ" بدون شك.
ورواه الديلمي عن سهل بن سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسل- كان يأكل الطبيخ بالرطب.
وفي "التمييز" قال شيخنا -يعني السخاوي- بعد إيراد كلام كثير عليه: وبالجملة فقد ثبت الحديث بتقديم الطاء على الباء لغة في البطيخ، وحكماها صاحب المحكم.
وأما كيفية ما كان يفعل، فيروى في حديث أنس أنه "كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره، فيأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكهة إليه"، أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو الشيخ في "الأخلاق النبوية"، وأبو عمر النوقاني في البطيخ، وعن عبد الله بن جعفر قال:"رأيت في يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قثاء، وفي شماله رطبات، وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة" رواه الطبراني في "الأوسط"، وهما ضعيفان. انتهى.
١٦٥١- الطرق ولو دارت والبكر ولو بارت.
ليس بحديث، قال في "المقاصد"، معناه صحيح، ويشهد للأول {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}[البقرة: ١٨٩] ، وللثاني أحاديث كثيرة: منها في قصة جابر: "هلا بكرًا"، وأورد السلفي في "معجم السفر" عن أبي القاسم الدمشقي قال: "الطرق ولو دارت، والمدن ولو جارت"، وقال: لا أعرفه أهو من كلامه أو كلام غيره؟ قال ابن الغرس: ويدور الشق الثاني على ألسنة الناس بلفظ: وبنت الأجواد أي الأخيار ولو بارت، قال: وهذا أيضًا له شواهد: كحديث "تخيروا لنطفكم" ونحوه، وقال النجم: ويدور على ألسنة الناس بلفظ: "اتبع الطرق ولو دارت، وخذ -أو تزوج- البكر ولو بارت"، وليس بحديث.