للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٧٦- طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم يعدل عنها إلى البدعة١.

رواه البخاري في "التاريخ"، والبغوي وابن قانع وغيره، ورمز والسيوطي لحسنه، واعترضه المناوي، فقال: وليس بحسن كما قال الذهبي، في "الإصابة": حديث سنده ضعيف.

١٦٧٧- طول اللحية دليل قلة العقل٢.

أسنده الديلمي عن عمرو بن العاص رفعه. وقال في التمييز أسنده الديلمي بسند واه بلفظ "اعتبروا عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وكنيته، ونقش خاتمه". وما أحسن ما قيل:

إن كان بطول اللحى ... يستوجبون القضا

فالتيس عدل مرتضى

وفي لفظ:

ليس بطول اللحى ... يستوجبون القضا

إن كان هذا كذا ... فالتيس عدل رضا

وروي: مكتبوب في التوراة "لا يغرنك طول اللحية، فإن التيس له لحية".

وروي عن أبي دوس الأشعري أنه قال: كنا عند معاوية جلوسًا إذ أقبل رجل طويل اللحية، فقال معاوية: أيكم يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طول اللحية، فسكت القوم، فقال معاوية: لكني أحفظه، فلما جلس الرجل قال: له معاوية أما اللحية فلسنا نسأل عنها، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته، ونقش خاتمه وكنيته"، فما كنيتك؟ قال أبو كوكب، قال فما نقش خاتمك؟ فقال: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل: ٢٠] ، فقال معاوية: وجدنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا. وسيأتي في باب الميم بلفظ: "من سعادة المري خفة لحيته".


١ العلل المتناهية "٣٤٤/ ٢.
٢ سنده واه، كما في التمييز "٨١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>