للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضر نفسه شحها". انتهى. وللعسكري أيضًا من حديث ابن عائشة قال: قال أعرابي: "يسار النفس أفضل من يسار المال، ورب شبعان من النعم عريان من الكرم". وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة:

غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة ... فإن زاد شيئًا عاد ذاك الغنى فقرا

وأنشد يعقوب بن إسحاق الكندي لنفسه:

أناف١ الدنايا على الأرؤس ... فغمض جفونك أو نكس

وصائل سوادك واقبض يديك ... وفي قعر بيتك فاستجلس

وعند مليكك فابغ العلو ... وبالوحدة اليوم فاستأنس

فإن الغنى في قلوب الرجال ... وإن التعزز للأنفس

وكائن ترى من أخي عسرة ... غني وذي ثروة مفلس

ومن قائم شخصه ميت ... على أنه بعد لم يرمس

١٨١٠- الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق٢.

رواه الديلمي عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. وفيه: "فقال الرجل من الكوفة لزيد بن أسلم -أحد رجال السند- ما المذاء؟ قال الذي لا يغار على أهله يا عراقي". والمذاء -بالذال المعجمة- كسماء، جمع الرجال والنساء، أو هو الدياثة كالمماذاة فيهما؛ قاله في القاموس. وقال ابن الغرس: الحديث حسن، وروي المماذي، قال ابن الأعرابي: المماذي: القندع وهو من يقود على أهله. انتهى.

وعزاه في الدرر للديلمي عن أبي سعيد بالاقتصار على الغيرة من الإيمان.

وفي الغيرة أحاديث كثيرة صحيحة منها: "المؤمن يغار والله سبحانه وتعالى يغار وغيرته أن يأتي عبده ما حرم عليه". ومنها: "غيرتان إحداهما يحبها الله، والأخرى يبغضها الله؛ الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في غير ريبة يبغضها الله". ومنها: الغيرى لا تدري أعلى الوادي من أسفله، ومنها: "كلوا غارت أمكم" يعني عائشة


١ جمع أنف.
٢ ضعيف: رقم "٣٩٤٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>