للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السبت على يوم الأربعاء، وكان يروي ذلك حديثًا ويقول: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شيء بدئ به يوم الأربعاء إلا وقد تم".

قال وهكذا كان يفعل أبي؛ فيروي هذا الحديث بإسناده عن القوام أحمد بن عبد الرشيد. انتهى. ويعارضه حديث جابر رفعه: "يوم الأربعاء يوم نحس مستمر؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط ونحوه ما يروى عن ابن عباس أنه قال: لا أخذ فيه ولا عطاء". وكلها ضعيفة. انتهى.

وقال القاري: وفيه أن معناه كان يومًا نحسًا مستمرًا على الكفار. ومفهومه أنه سعد مستقر على الأبرار. وقد اعتمد من أئمتنا صاحب الهداية على هذا الحديث، وكان يعمل به في ابتداء درسه. وقد قال العسقلاني: بلغني عن بعض الصالحين ممن لقيناه أنه قال: "اشتكت الأربعاء إلى الله تعالى تشاؤم الناس بها؛ فمنحها أنه ما ابتدئ بشيء فيها إلا وتم١". انتهى.

٢١٩٢- ما بعث الله نبيًا إلا عاش نصف ما عاش النبي قبله٢.

رواه أبو نعيم عن زيد بن أرقم رفعه، وسنده حسن لاعتضاده؛ لكن يعكر عليه ما ورد في عمر عيسى. نعم أخرج الطبراني بسند رجاله ثقات عن فاطمة بنت الحسين بن علي: "أن عائشة كانت تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة: إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين، وأخبرني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني إلا ذاهبًا على رأس الستين؛ فبكت" الحديث. ولأبي نعيم عن ابن مسعود رفعه بلفظ: "يا فاطمة إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله". وفيه كلام في حواشي المواهب للشبراملسي.

٢١٩٣- ما بكيت من دهر إلا بكيت عليه.

من كلام ابن عباس؛ ففي معجم "ابن جميع" عن الشعبي قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل فقال: يا ابن عباس أما تعجب من عائشة تذم دهرها، وتنشد قول لبيد:


١ لا يصح من ذلك، ولا يقبل قول أحد ما لم يصح رفع الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
٢ ضعيف: رقم "٥٠٤٠" واللفظ: "النبي الذي كان قبله".

<<  <  ج: ص:  >  >>