للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي لفظ آخر عن أبي أمامة: "يابن آدم لك ما نويت، وعليك ما اكتسبت، ولك ما احتسبت، وأنت مع من أحببت ".

وفي آخر عن أبي قرصافة: "من أحب قومًا ووالاهم حشره الله فيهم".

وفي آخر عن جابر: "من أحب قومًا على أعمالهم؛ حشر معهم يوم القيامة"، وفي لفظ: "حشر في زمرتهم". وفي سنده أبو يحيى التيمي ضعيف، وهذا الحديث كما قال بعض العلماء مشروط بشرط، وعنى عليه الصلاة والسلام: أنه إذا أحبهم عمل بمثل أعمالهم.

ومن ثم قال الحسن البصري كما رواه عنه العسكري: لا تغتر يابن آدم بقوله: "أنت مع من أحببت"؛ فإنه من أحب قومًا تبع آثارهم، وأعلم أنك لا تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم، وتقتدي بسننهم، وتصبح وتمسي على منهاجهم حرصًا على أن تكون منهم.

وما أحسن ما قيل:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا لعمري في القياس بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع

لكن قد يدل للعموم قوله -صلى الله عليه وسلم- "المرء مع من أحب لمن قال له: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم".

"وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ متى يكون الرجل صادقًا في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه كان صادقًا في حبه، قال: فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح وقال: كيف ادعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه، قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه مقصر في حقه". أورده البيهقي.

٢٢٨٥- "المرض ينزل جملة واحدة والبرء ينزل قليلًا قليلًا" ١.

رواه الحاكم في تاريخه، والخطيب في المتفق والديلمي عن عائشة مرفوعًا. وعزاه الديلمي أيضًا لأبي الدرداء، والحديث كما قال الخطيب: باطل، لم يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوجه من الوجوه، ولا عن أحد من الصحابة؛ وإنما هو من قول عروة بن الزبير بلفظ: "المرض يدخل جملة والبرء يبعض". انتهى.


١ الصحيح وقفه على عروة بن الزبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>