للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الكريم الذي تبقى مودته ... مقيمة إن صوفي وإن صرما

ليس الكريم الذي إن زل صاحبه ... أفشى وقال عليه كل ما كتما

وأنشد العسكري لأبي العباس الدغولي:

إذا كنت تأتي المرء تعرف حقه ... ويجهل منك الحق فالصرم أوسع

ففي الناس أبدال وفي الأرض مذهب ... وفي الناس عمن لا يواتيك مقنع

وإن امرأ يرضى الهوان لنفسه ... حقيق بجذع الأنف والجذع أشنع

٢٢٨٢- المرء كثير بأخيه١.

رواه الديلمي والقضاعي عن أنس رفعه، ورواه العسكري عن سهل بن سعد رفعه وزاد فيه يقول: "يكسوه ويحمله ويرفده"، وقال في "المقاصد": قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- حين عزي بجعفر بن أبي طالب لما قتل في غزوة مؤتة، كما في "دلائل النبوة" وغيرها. ثم قال: والمراد أن الرجل وإن كان قليلًا في نفسه منفردًا؛ فإنه يكثر بأخيه إذا ظافره على الأمر وساعده عليه؛ فإنه وإن كان قليلًا حين انفراده؛ فهو كثير باجتماعه مع أخيه. وهو مثل قوله: "الاثنان فما فوقهما جماعة". انتهى ملخصًا.

٢٢٨٣- مرحبًا بالقائلين عدلًا وبالصلاة مرحبًا وأهلًا.

قال النجم: يقال عند الأذان. وذكره الطبراني في "الكبير" عن قتادة: "أن عثمان كان إذا جاءه من يؤذنه بالصلاة قال ذلك"؛ لكن قتادة لم يسمع من عثمان. انتهى.

٢٢٨٤- "المرء مع من أحب".

متفق عليه عن أنس وأبي موسى وابن مسعود رفعوه.

ورواه الترمذي عن أنس وزاد: "وله ما اكتسب". وسببه لما قال صفوان بن قدامة: "هاجرت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت يا رسول الله: إني أحبك، فقال: "المرء مع من أحب ".

وقد أفرد بعض الحفاظ طرقه في جزء. وفي لفظ: "قال رجل: يا رسول الله متى قيام الساعة؟ فقال: "إنها قائمة، فما أعددت لها؟ " قال ما أعددت لها من كثير؛ إلا أني أحب الله ورسوله، قال: "فأنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت"، قال فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام ما فرحوا به".


١ ضعيف: رقم "٥٩٣٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>