للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن شواهده ما عند الترمذي وحسنه عن عقبة بن عامر: قال: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "ليسعك بيتك، وأمسك على دينك، وابك على خطيئتك".

٢٨٣١- نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه١.

اشتهر في كلام الأصوليين وأصحاب المعاني وأهل العربية من حديث عمر، وبعضهم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر البهاء السبكي أنه لم يظفر به بعد البحث، وكذا كثير من أهل اللغة؛ لكن نقل في "المقاصد" عن الحافظ ابن حجر أنه ظفر به في مشكل الحديث لابن قتيبة من غير إسناد.

وقال في "اللآلئ": منهم من يجعله من كلام عمر، وقد كثر السؤال عنه ولم أقف له على أصل، وسئل بعض شيوخنا الحفاظ عنه فلم يعرفه؛ لكن روى أبو نعيم في "الحلية" بسند ضعيف عن عبد الله بن الأرقم أنه قال: حضرت عمر عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة فقال عمر: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن سالمًا شديد الحب لله عز وجل، لو كان لا يخاف الله ما عصاه". وفي لفظ: "لو لم يخف الله ما عصاه"، وفي رواية قال: "لو استخلفت سالمًا مولى أبي حذيفة؛ فسألني ربي ما حملك على ذلك؟ لقلت: ربي سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: أنه يحب الله حقًا من قلبه".

وقال الجلال السيوطي في شرح نظم التلخيص: كثر سؤال الناس عن حديث: "نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه، ونسبه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبه ابن مالك في "شرح الكفاية" وغيره إلى عمر.

قال الشيخ بهاء الدين السبكي: لم أر هذا الكلام في شيء من كتب الحديث؛ لا مرفوعًا ولا موقوفًا، لا عن عمر ولا عن غيره مع شدة التفحص عنه. انتهى.

نعم قد روى الديلمي في "سالم" لا "صهيب" عن عمر مرفوعًا: "أن معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة لا يحجبه من الله إلا المرسلون، وإن سالمًا مولى أبي حذيفة شديد الحب في الله، لو لم يخف الله؛ ما عصاه". والله أعلم.

٢٨٣٢- "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" ٢.

رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه عن أبي هريرة رفعه. وقال المناوي: إسناده صحيح، وقال: المراد إن استدانه في فضول أو في محرم.


١ قال للقاري في "المصنوع"، "٣٨٥": "لا أصل له لما صرح به الحفاظ".
٢ صحيح: رقم "٦٧٧٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>