للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقطع الآمال عن العلم ويحمل على التقاعد عن التعلم فيقتصر الآخر على ما قدم الأول من الظاهر وهو خطر عظيم وقول سقيم فالأوائل وإن فازوا باستخراج الأصول وتمهيدها فالأواخر فازوا بتفريع الأصول وتشييدها كما قال صلى الله عليه وسلم: "أمتي أمة مباركة لا يدري أو لها خيرا وآخرها" وقال ابن عبد ربه في العقد١ إني رأيت آخر كل طبقة واضعي كل حكمة ومؤلفي كل أدب أهذب لفظا وأسهل لغة وأحكم مذاهب وأوضح طريقة من الأول لأنه ناقض متعقب والأول باد متقدم انتهى. وروي أن خواجه زاده كان يقول: ما نظرت في كتاب أحد بعد تصانيف السيد الشريف الجرجاني٢ بنية الاستفادة وذكر صاحب الشقائق٣ في ترجمة شمس الدين الفناري: أن الطلبة إلى زمانه كانوا يعطلون يوم الجمعة يوم الثلاثاء فأضاف إليهما يوم الاثنين للاشتغال بكتابة تصانيف العلامة التفتازاني - رحمه الله - وتحصيلها انتهى.


١ في هامش الأصل: "هذا الكتاب قد طبع بهذا العهد بمصر في مجلدات" سيد على حسن خان ولد المؤلف سلمه الله.
٢ في هامش الأصل: "قلت: ومن فاز يوماً من أيام الدهر بتصانيف شيخنا الشوكاني ومن حذا حذوه وكان من أهل الورع والإنصاف لم يحتج إلى غيره في شيء من علوم الدين إن شاء الله تعالى".
٣ هو: الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية، لأحمد بن مصطفى المعروف بطاشكبري زاده المتوفى سنة ٩٦٨هـ.

<<  <   >  >>