للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشعار المشهورين بالجودة من أهل العصور المتأخرة ويستعين على فهم ما استصعب عليه بكتب اللغة ويكب على الكتب المشتملة على تراجم أهل الأدب ك: يتيمة الدهر وذيولها وقلائد العقيان وما هو على نمطه من مؤلفات أهل الأدب ك: الريحانةو النفحة.

كما يحتاج إلى ما ذكرناه: من أراد أن يكون شاعرا فيحتاج إليه أيضا: من أراد أن يكون منشئا مع احتياجه إلى الاطلاع على مثل: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير والكامل للمبرد والأمالي للقالي ومجاميع خطب البلغاء ورسائلهم خصوصا مثل ما هو مدون من بلاغات الجاحظ والفاضل١ والعماد وأمثالهم فإنه ينتفع بذلك أتم انتفاع.

ومن أراد أن يكون حاسبا اشتغل بعلم الحساب ومؤلفاته معروفة.

وهكذا من أراد أن يطلع على علم الفلسفة فإنه يحتاج إلى معرفة العلم الرياضي والعلم الطبيعي والعلم الإلهي وهكذا علم الهندسة فمن جمع هذه العلوم الأربعة صار فيلسوفا والعلم بالعلوم الفلسفية لا ينافي علم الشرع بل يزيد المتشرع الذي قد رسخت قدمه في علم الشرع غبطة بعلم الشرع ومحبة له لأنه يعلم أنه لا سبيل للوقوف على ما حاول الفلاسفة الوقوف عليه إلا من جهة الشرع وإن كل باب - غير هذا الباب - لا ينتهي بمن دخل إليه إلى غاية وفائدة.

ومن كان مريدا لعلم الطب فعليه بمطالعة كتب جالينوس فإنها أنفع شيء في هذا الفن باتفاق من جاء بعده من المشتغلين بهذه الصناعة إلا النادر القليل وقد انتقى منها جماعة من المتأخرين: ستة عشر كتابا وشرحوها شروحا مفيدة فإن تعذر عليه ذلك فأكمل ما وقفت عليه من الكتب الجامعة بين المفردات والمركبات والعلاجات: كتاب القانون لابن سينا وكامل الصناعة المشهور بالملكي لعلي بن العباس ومن أنفع المختصرات: الذخيرة لثابت بن قرة ومن أنفعها - باعتبار خواص الأدوية المفردة وبعض المركبات -: تذكرة الشيخ داود الأنطاكي ولو كمل بالمعالجات لكان مغنيا عن غيره ولكنه انقطع بعد أن شرع إلى الكلام على معالجات العلل على حروف أبجد فوصل إلى حرف الطاء ثم انقطع الكتاب ومن أنفعها في هذا الفن: الموجز وشروحه.

وبالجملة: فمن كان قاصدا إلى علم من العلوم كان عليه أن يتوصل إليه بالمؤلفات المشهورة بنفع من اشتغل بها المحررة أحسن تحرير المهذبة أبلغ تهذيب وقدمنا في كل فن ما فيه إرشاد إلى أحسن المؤلفات فيه.

وكثيرا ما يقصد الطالب الذي لم يتدرب بأخلاق المنصفين ويتهذب بإرشاد المحققين الاطلاع على مذهب من المذاهب المشهورة ولم تكن له في غيره رغبة ولا عنده لما سواه نشاط فأقرب الطرق إلى إدراك مقصده ونيل مآربه أن يبتدئ بحفظ مختصر من مختصرات أهل ذلك المذهب الكنز في مذهب الحنفية والمنهاج٢ في مذهب الشافعية فإذا صار ذلك المختصر محفوظا له حفظا متقنا على وجه


١ أي القاضي الفاضل البيساني. انظره فيما سبق ص٥٢، والعماد هو العماد الأصبهاني.
٢ الكنز: هو كنز الدقائق في فروع الفقة الحنفي للشيخ الإمام أبي البركات عبد الله بن أحمد المعروف بحافظ الدين النسفي المتوفى سنة ٧١٠هـ. والمنهاج: هو منهاج الطالبين في فروع فقة الشافعية ألفة محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي المتوفى سنة ٦٧٦هـ.

<<  <   >  >>