للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقسيم السابع:

لصاحب مدينة العلوم١ ويأتي في أول القسم الثاني من هذا الكتاب وما أوفقه بهذا التقسيم كأنه هو قف: ولا يخفى عليك أن التعقب على الكتب سيما الطويلة سهل بالنسبة إلى تأليفها ووضعها وترصيفها كما يشاهد في الأبنية العظيمة والهياكل القديمة حيث يعترض على بانيها من عري في فنه عن القوى والقدر بحيث لا يقدر على وضع حجر على حجر.

هذا جوابي عما يرد على كتابي أيضا. وقد كتب أستاذ العلماء البلغاء القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني إلى العماد الأصفهاني٢ معتذرا عن كلام استدركه عليه إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا وها أنا أخبرك به وذلك أني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن ولو زيد لكان يستحسن ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر انتهى.

هذا اعتذار قليل المقدار عن جميع الإيرادات والأنظار إجمالا وأما التفصيل فسيأتي في موضع كل علم مع توجيهه بإنصاف وحلم وربما زيد على ما ذكره من العلوم على طريق الاستدراك بتمكين مانح القريحة والذهن الدراك.


١ بازاء هذه العبارة في هامش الأصل حاشية نصها: "كثيراً ما يوجد عبارة مفتاح السعادة المنقوله في كشف الظنون مطابقة بعبارة مدينة العلوم كأنها واحدة بعينها، ولم يعرف إلى الآن أهما كتابان مستقلان أم هما واحد، فمن اطلع على ذلك فليصلح في هذا الكتاب وليعذر مؤلف هذا الكتاب، والله أعلم بالصواب سيد ذو الفقار أحمد.
ولعل المؤلف يريد مفتاح السعادة وأثبت اسم كتاب مدينة العلوم سهواً وقد ورد الكلام على التقسيم السادس والتقسيم السابع بنصه في مقدمة كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة عند الكلام على التقسيم الخامس من فضل تقسيم العلوم.
٢ القاضي الفاضل، هو عبد الرحيم بن علي بن السعيد اللخمي، وزير، من أئمة الكتاب، كان وزيراً للسلطان صلاح الدين الأيوبي، توفي سنة ٥٩٦هـ = ١٢٠٠م.
والعماد هو محمد بن محمد الأصبهاني، مؤرخ، عالم بالأدب، من أكابر الكتاب في عهد صلاح الدين، توفي سنة ٥٩٧هـ = ١٢٠١م.

<<  <   >  >>