للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كصفوة الصفوة لابن الجوزي وروض الرياحين لليافعي وغير ذلك وغايته وغرضه ظاهرة ومنفعته أجل المنافع وأعظمها انتهى١ ما في كشف الظنون.

علم الحكمة

هو علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية وموضوعه الأشياء الموجودة في الأعيان والأذهان.

وعرفه بعض المحققين بأحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية عني بذل جهده الإنساني بتمامه في أن يكون بحثه مطابقا لنفس الأمر فدخلت في التعريف المسائل المخالفة لنفس الأمر المبذولة الجهد بتمامه في تطبيقها على نفس الأمر

فيكون موضوعه الأعيان الموجودة وفوائد قيود هذه الحدود مذكورة في كشاف اصطلاحات الفنون بما لها وعليها.

وغايته هي التشريف بالكمالات في العاجل والفوز بالسعادة الأخروية في الآجل.

وتلك الأعيان إما الأفعال والأعمال التي وجودها بقدرتنا اختيارنا أولا فالعلم بأحوال الأول من حيث يؤدي إلى إصلاح المعاش والمعاد يسمى حكمة عملية لأن غايتها ابتداء الأعمال التي لقدرتنا مدخل فيها فنسبت إلى الغاية الابتدائية.

والعلم بأحوال الثاني يسمى حكمة نظرية لأن المقصود منها حصل بالنظر وهو الإدراكات التصورية والتصديقية المتعلقة بالأمور التي لا مدخل لقدرتنا واختيارنا فيها ولا يرد أن الحكمة العملية أيضا منسوبة إلى النظر لأن النظر ليس غايتها ولأن وجه التسمية لا يلزم اطراده وذكر الحركة والسكون والمكان في الحكمة الطبيعية بناء على كونها من أحوال الجسم الطبيعي الذي ليس وجوده بقدرتنا وإن كانت تلك مقدورة لنا.

وكل منهما ثلاثة أقسام:

أما العلمية فلأنها أمام علم بمصالح شخص بانفراده ويسمى تهذيب الأخلاق وقد ذكر في علم الأخلاق ويسمى الحكمة الخلقية وفائدتها تنقيح الطبائع بأن تعلم الفضائل وكيفية اقتنائها لتزكي بها النفس وإن تعلم الرذائل وكيفية توقيها لتطهر عنها النفس.

وأما علم بمصالح جماعة متشاركة في المنزل كالوالد والولد والمالك والمملولك ونحو ذلك ويسمى تدبير المنزل والحكمة المنزلية وقد سبق في التاء.


١ قال القاضي العلامة الشوكاني في الفتح الرباني: قد علمنا من أجل الإسلام سابقهم ولا حقهم سيد الصالحين منهم أنهم يدعون الله عزوجل، فيستجيب لهم ويحصل لهم ما طلبوه من المطالب المختلفة بعد أن كانوا فاقدين لها ومنهم من يدعو المريض قد أشرف على الموت أن يشفيه الله فيعافى في الحال، ومنهم من يدعو على فاجر بأن يهلكه الله فيهلك في الحال، ومن شك في شيْ من هذا فليطالع الكتب الصحيحة في أخبار الصالحين كحلية أبي نعيم، وصفوة الصفوة لابن الجوزي، ورسالة القشميري فإنه يجد فيهما من هذا القبيل ما ينشرح له صدره ويتثلج به قلبه إلى آخر ما قال. ونحوه في كتاب دليل الطالب إلى راجح المطالب، لمؤلف الكتاب فسح الله في مدته القاضي زين العابدين ابن المحسن السبعي الأنصاري اليمني سلمه الله المغني.

<<  <   >  >>