للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علم الدواوين

لم يزد في كشف الظنون على هذا وذكر تحته أسماء دواوين الشعراء من العرب والعجم وأكثر وأطنب وأجاد.

قال في مدينة العلوم: اعلم أن الكلام إما منثور أو منظوم. ولما كانت المحاضرة تقع بالمنظوم كما تقع بالمنثور دونوا الدواوين المشتملة بالقصائد والمقاطيع والأراجيز والمجاميع.

وموضوعه وغايته وغرضه ومنفعته ظاهرة مما تقدم. ولا يخفي أن أفضل الشعراء شرفا وفضلا وأولاهم بالتقدم: حسان بن ثابت رضي الله عنه لفضيلته بشرف صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشرفه بمدحه - صلى الله عليه وسلم - وهو شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤيد بروح القدس يكنى١ بأبي الحسام لمناضلته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغازي به أعراض المشركين عاش مائة وعشرين سنة. ستين في الإسلام وستين في الجاهلية وكذا أبوه وجده وأبو جده ولا يعرف في العرب أربعة من صلب واحد اتفقت مدة عمرهم غيرهم وكان له القدر الجليل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى

ثم ذكر دواوين كثيرة وقال منها:

نهاية الأرب في أشعار العرب يشتمل على ألف قصيدة مختارة ومنها٢ الحماسة اختيار أبي تمام الطائي وله مجموع آخر سماه: فحول الشعراء جمع فيه بين طائفة كثيرة من شعراء الجاهلية والمخضرمين والإسلاميين.

وكتاب الاختيارات من شعر الشعراء

ومنها: الذخيرة لابن بسام٣

وديوان أبي العلاء٤ المعري وكان مهتما في دينه يرى رأي البراهمة لا يرى أكل اللحم ولا يؤمن بالبعث


١ ويكنى أيضاً بأبي عبد الرحمن، وأبي الوليد.
٢ وهو حبيب بن أوس الشاعر المشهور، كان واحد عصره في ديباحة لفظ وبضاعة شعره وحسن أسلوبه، وله كتاب الحماسة التي دلت على غزارة فضله وإتقان معرفته، وكان له من المحفوظات ما لا يلحقه فيه غيره. قيل: إنه كان يحفظ أربع عشرة ألف أرجوزة للعرب غير القصائد والمقاطيع ومدح الخلفاء وأخذ جوائزهم. قال العلماء: خرجت من قبيلة طي ثلاثة كل واحد منهم مجيد في بابه حاتم في جودة: داود الطائي في زهدة وأبو تمام الطائي في شعره. ولد سنة تسعين أو اثنين وتسعين أو ثمان وثمانين ومائة، وتوفي بالموصل سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقيل: توفي في ذي القعدة أو جمادى الأولى سنة ثمان أو تسع وعشرين وما ئتين وقيل: في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ولها شرح جديد للمولوي فيض الحسن السهارنفوري دام ظله سماه بالفيضي وقد طبع الآن ببلدة لكنؤ من بلاد الهند. حافظ علي حسين عفا الله عنه.
٣ وهي أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن بسام المعروف بالبسام الشاعر المشهور، وكانت أمة أمامة ابنة حمدون صغير ولا كبير. توفي في صفر سنة اثنين أو ثلاث وثلثمائة عن نيف وسبعين سنة مولوي محمد أحمد سلمه ربه.
٤ هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن داود التنوخي أو العلاء المعري من معرة النعمان من الشام، غزير الفضل شايع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، وعالماً باللغة حاذقاً بالنحو جيد الشعر جزل الكلام، وشهرته تغني عن صفته ولد يوم الجمعة عند الغروب لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلثمائة، وجدر من السنة الثالثة من عمره فعمي منه ومات ليلة الجمعة ثالث أو ثاني أو ثالث عشر ربيع الأول سنة تسع وأربيعن وأربعمائة. مولوي محمد عبد الله بلكرامي مد الله ظله السامي.

<<  <   >  >>