للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والغرض والغاية منه ظاهران.

وموضوعه: الزمان من حيث كونه منحصرا في الأيام والليالي.

وقد أقسم الله سبحانه بهما في كتابه وأناط الأحكام الشرعية باختلافهما في كريم خطابه فقال: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} .

وقال: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} .

وقال: {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} فقدم النهار مرة والليل أخرى وأخر الليل تارة وقدم النهار كرة بعد أولى.

واليوم عبارة عن عود الشمس بدوران الكل إلى دائرة قد فرضت.

وقد اختلف فيه فجعله العرب من غروب الشمس إلى غروبها من الغد من أجل أن شهور العرب مبنية على مسير القمر وأوائلها مقيدة برؤية الهلال والهلال يرى لدن غروب الشمس صارت الليلة عندهم قبل النهار.

وعند الفرس والروم اليوم بليلته من طلوع الشمس بارزة من أفق الشرق إلى وقت طلوعها من الغد فصار النهار عندهم قبل الليل.

واحتجوا على قولهم: بأن النور وجود الظلمة عدم والحركة تغلب على السكون لأنها وجود لا عدم وحياة لا موت والسماء أفضل من الأرض والعامل الشاب أصح والماء الجاري لا يقبل العفونة كالراكد.

واحتج الآخرون: بأن الظلمة أقدم من النور والنور طار عليها فالأقدم يبدأ به وغلبوا السكون على الحركة بإضافة الراحة والدعة إليه قال قائلهم:

بقدر هر سكون راحت بود بنكر مراتب را ... دويدن رفتن استادن نشستن خفتن ومردن

وقالوا: الحركة إنما هي للحاجة والضرورة والتعب نتيجة الحركة والسكون إذا دام في الاستقصاءات مدة ولم يولد فسادا فإذا دامت الحركة في الاستقصاءات واستحكمت فسدت وذلك كالزلازل والعواصف والأمواج وشبهها.

وعند أصحاب التنجيم أن اليوم بليلته من موافاة الشمس فلك نصف النهار إلى موافاتها إياه في الغد وذلك من وقت الظهر إلى وقت العصر وبنوا على ذلك حساب أزياجهم وبعضهم ابتدأ باليوم من نصف


= وكنت متفكراً في ذلك فبينا أنا على هذه الحال، إذ ألمت بي سكنى وأهل بيتي ذات الفضيلة والكرم الرئيسية المعظمة تاج الهند المفخم نواب شاهجهان بيكم حامية حوزة بهوبال المحمية ووالية محروستها البهية أحسن الله إليها وعليها أنعم، فسألتني عما أنا فيه وحيثما علمت حقيقة الأمر قالت لي: اكتب في هذا الباب علم اليوم والليلة واجعله خاتمة هذا الكتاب وذيلة فكأني نشطت من العقال وزال عني شكال الإشكال في الحال ولله در من قال:
وما أنا إلا من غزية إن عوت ... عويت وإن ترشد عزية أرشد
وقدعلم الله تعالى أنها ترشد ولا تغوي، ومن يهده الله فلا مضل له، وكل ذلك منه وإليه كان منه فسح الله في مدته وبارك في علمه وعدته.

<<  <   >  >>