للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانفرد عن المغاربة بشيئين: الكرم ومذهب الشافعية وكان الشيخ زكي الدين القريع يقول: إن ابن مالك ما خلى للنحو حرمة توفي ابن مالك رحمه الله ثاني عشر شعبان سنة ٦٧٢هـ، اثنتين وسبعين وستمائة.

عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس: العلامة جمال الدين أبو عمر بن الحاجب الكردي الدويني الأصل الأسنائي المولد المقري النحوي المالكي الأصولي الفقيه صاحب التصانيف المنقحة ولد سنة ٥٧٠هـ، أو سنة ٥٧١هـ بأسنا من الصعيد.

قال الذهبي: وكان أبوه جنديا كرديا حاجبا للأمير عز الدين موسك الصلاحي - قال مازن بن مرشد الصلاحي محقق هذا الكتاب: وهو أحد أجدادنا القدماء - اشتغل في صغره بالقاهرة وحفظ القرآن وأخذ بعض القراءة عن الشاطبي وسمع منه اليسير وقرأ بالسبع على أبي الجود وسمع من البوصيري وجماعة وتفقه على أبي منصور الأنباري وغيره وتأدب على ابن البناء ولزم الاشتغال حتى برع في الأصول والعربية وأتقنها غاية الإتقان وكان من أذكياء العالم.

ثم قدم دمشق ودرس بجامعها في زاوية المالكية وأكب الفضلاء على الاشتغال عليه والأخذ عنه وكان الأغلب عليه النحو والعربية وصنف في الفقه مختصرا وفي الأصول مختصرا آخر أكبر منه سماه: المنتهى وفي النحو الكافية وشرحها ونظمها الوافية وشرحها وفي التصريف الشافية وشرحها إلى غير ذلك وكل مصنفاته في غاية الحسن والإفادة ورزقت قبولا تاما لحسنها وجزالتها.

وقد خالف النحاة في مواضع وأورد عليهم إشكالات وإلزامات مفحمة يعسر الجوابات عنها وكان فقيها مناظرا مفتيا مبرزا في عدة علوم متبحرا ثقة دينا ورعا متواضعا مطرحا للتكلف

ثم دخل مصر هو والشيخ عز الدين بن عبد السلام وتصدر هو بالفاضلية ولازمه الطلبة

قال ابن خلكان: وكان من أحسن خلق الله ذهنا وجاءنا مرارا بسبب أداء شهادات وسألته عن مواضع في العربية مشكلة فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام. انتهى.

ثم انتقل إلى الإسكندرية ليقيم بها فلم تطل مدته هناك ومات بها في سنة ٦٤٦هـ، وأسنا: بلدة صغيرة من أعمال القوصية بالصعيد الأعلى من مصر

علي بن مؤمن بن محمد بن علي أبو الحسن بن عصفور

النحوي الحضرمي الإشبيلي كان لواء العربية في زمانه بالأندلس.

قال ابن الزبير: أخذ عن الرباح والشلوبين ولازمه مدة ثم كانت بينهما منافرة ومقاطعة وتصدر للاشتغال مدة وأقبل عليه الطلبة وكان أصبر الناس على المطالعة لا يمل من ذلك ولم يكن عنده ما يؤخذ عنه غير النحو ولا تأهل لغير ذلك.

وقال الصفدي: ولم يكن عنده ورع وجلس في مجلس شراب فلم يزل يرجم بالتاريخ إلى أن مات في رابع عشر ذي القعدة سنة ٦٦٩هـ، أو سنة ٦٦١هـ، ومولده سنة ٥٩٩هـ، وصنف الممتع في التصريف.

أحمد بن الحسن الشيخ فخر الدين الجاربردي: قال السبكي في طبقات الشافعية: نزيل تبريز كان إماما فاضلا دينا خيرا وقورا مواظبا على العلم وإفادة الطلبة.

أخذ عن القاضي ناصر الدين البيضاوي وصنف شرح منهاجه وشرح الحاوي في الفقه لم يكمل وشرح الشافية لابن الحاجب وشرح الكشاف مات في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة بتبريز رحمه الله.

<<  <   >  >>