للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ياقوت: أخذ عن خاله علم العربية وطوف الآفاق ورجع إلى الوطن وكان خاله أوفده على الصاحب بن عباد إلى الري فارتضاه وأكرم مثواه وورد بخراسان ونزل بنيسابور دفعات وأملى بها من الأدب والنحو ما سارت به الركبان وآل أمره إلى أن اختص بالأمير إسماعيل بن سبكتكين بغزنة ووزره ثم عاد إلى نيسابور ثم جاور مكة ثم عاد إلى غزنة ورجع إلى نيسابور ثم انتقل إلى إسفرائن ثم استوطن جرجان إلى أن مات.

قرأ عليه أهلها منهم: عبد القاهر الجرجاني وليس له أستاذ سواه.

وله تصانيف منها: الهجاء وكتاب مائة الشعر مات - رحمه الله - سنة ٤٢١هـ، إحدى وعشرين وأربعمائة.

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني النحوي: الإمام المشهور أخذ النحو عن محمد الفارسي المذكور ولم يأخذ عن غيره لأنه لم يخرج عن بلده وكان من كبار أئمة العربية والبيان شافعيا أشعريا صنف: المغني في شرح الإيضاح والمقتصد في شرح إعجاز القرآن والعوامل المائة والعمدة في التصريف ومن مصنفاته: دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة في علمي المعاني والبيان وهما: الآية الكبرى واليد البيضاء في العلمين المذكورين وإليهما ينتهي علم من تأخر في ذينك العلمين وغير ذلك من التصانيف مات سنة ٤٧١هـ، أو سنة ٤٧٦هـ ومن شعره:

كبر على العلم يا خليلي ... ومل إلى الجهل ميل هائم

وعش حمارا تعش سعيدا ... فالسعد في طالع البهائم

وقال أيضا:

لا تأمن النفثة من شاعر ... ما دام حيا سالما ناطقا

فإن من يمدحكم كاذبا ... يحسن أن يهجوكم صادقا

ذكر له الصلاح الكتبي ترجمة مختصرة في فوات الوفيات وهؤلاء الأعلام الذين ذكرتهم كلهم: من تلامذة سيبويه إمام أهل البصرة وأما تلامذة الكسائي إمام أهل الكوفة فأشهر هؤلاء: الفراء وبعده: أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب وبعده: القاسم بن محمد الأنباري.

أما الفراء فهو: يحيى بن زياد الديلمي إمام العربية: كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي.

أخذ عنه وعليه اعتمد وأخذ عن يونس وأهل الكوفة يدعون: أنه استكثر عنه وأهل البصرة يدفعون ذلك.

وكان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال وكان متدينا متورعا على تيه وعجب وتعظيم كان زائد العصبية على سيبويه وكان كتابه تحت رأسه وكان يتفلسف في تصانيفه ويسلك ألفاظ الفلاسفة وكان أكثر مقامه ببغداد فإذا كان آخر السنة أتى الكوفة فأقام بها أربعين يوما يفرق في أهله ما جمعه وكان شديد المعاش لا يأكل وجمع مالا خلفه لابن له شاطر.

له تصانيف مفيدة منها: معاني القرآن التي يلحن فيها العامة مات بطريق مكة سنة ٢٠٧هـ، عن سبع وستين سنة.

قال ثعلب: لولا الفراء لما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها ذكر له ابن خلكان ترجمة طويلة.

<<  <   >  >>