الدين توفي سنة ٦٨٧هـ، عن نحو ثمانين سنة وخلف أموالا جزيلة ووقف كتبه وأملاكه على المارستان المنصوري.
أبو يعقوب إسحاق بن حنين العبادي: الطبيب المشهور كان أوحد عصره في علم الطب وكان يعرف كتب الحكمة التي بلغه اليونانيين إلى اللغة العربية وله المصنفات المفيدة في الطب ولحقه الفالج في آخر عمره فتوفي في سنة ٣٩٨هـ.
والعبادي: نسبة إلى عباد الحيرة وهم: عدة بطون من قبائل شتى نزلوا حيرة وكانوا نصارى ينسب إليهم خلق كثير والحيرة: مدينة قديمة كانت لبني المنذر.
أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي: الطبيب المشهور كان إمام وقته في صناعة الطب وكان يعرف لغة اليونانيين معرفة تامة وهو الذي عرب كتاب إقليدس وجاء ثابت بن قرة فنقحه وهذبه وكذلك كتاب المجسطي.
وله في الطب مصنفات مفيدة وتقدم ذكر ولده: إسحاق آنفا وكان المأمون مغرما بتعريبها.
واليونانيون: كانوا حكماء متقدمين على الإسلام وهم أولاد: يونان ابن يافث بن نوح
توفي حنين في سنة ٢٦٠هـ.
أبو الحسن هبة الله بن أبي الغنائم بن التلميذ: الطبيب البغدادي ذكره العماد الأصفهاني في الخريدة فقال: سلطان الحكماء ومقصد العالم في علم الطب بقراط عصره وجالينوس زمانه وختم به هذا العلم ولم يكن في الماضيين من بلغ مداه في الطب عمر طويلا وعاش نبيلا جليلا رأيته وهو شيخ بهي المنظر حسن الرواء عذب المجتلى والمجتنى لطيف الروح ظريف الشخص بعيد الهم عالي الهمة ذكي الخاطر مصيب الفكر حازم الرأي شيخ النصارى وقسيسهم ورأسهم ورئيسهم وله في النظم كلمات رائقة وحلاوة جنية وغزارة بهية وكان بينه وبين أبي البركات: هبة الله بن علي - الحكيم المشهور صاحب كتاب: المعتبر في الحكمة - تنافر وتنافس كما جرت العادة بمثله بين أهل كل فضيلة وصنعة ولهما في ذلك أمور ومجالس مشهورة وكان يهوديا ثم أسلم في آخر عمره وأصابه الجذام فعالج نفسه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أن جوعها فبالغت في نهشه فبرئ من الجذام وعمي وقصته مشهورة.
ولابن التلميذ في الطب تصانيف مليحة فمن ذلك: أقراباذين وحواش على كليات ابن سينا
توفي في سنة ٥٦٠هـ، ببغداد وقد ناهر المائة من عمره مات في عيد النصارى.
أبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة: الطبيب صاحب: كتاب المنهاج الذي جمع فيه من أسماء: الحشائش والعقاقير والأدوية وغير ذلك شيئاً كثيراً.
كان نصرانيا ثم أسلم وصنف: رسالة في الرد على النصارى وبين عوار مذاهبهم ومدح فيها الإسلام وأقام الحجة على أنه الدين الحق وذكر فيها ما قرأه في التوراة والإنجيل من: ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي مبعوث وأن اليهود والنصارى أخفوا ذلك ولم يظهروه ثم ذكر فيها: معائب اليهود والنصارى وهي رسالة حسنة أجاد فيها وهو: من المشاهير في علم الطب وعمله وكان يطبب أهل محلته ومعارفه بغير أجرة ويحمل إليهم الأشربة والأدوية بغير عوض ويتفقد الفقراء ويحسن إليهم ووقف كتبه قبل وفاته وجعلها في مشهد أبي حنيفة رحمه الله توفي في سنة ٤٩٣هـ غفر الله له.