للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلام والإنصاف خير الأوصاف ولم يكن هو عالما حق العلم بلغة العرب ولسانهم.

والكتب المؤلفة في ترجمته كثيرة يوجد بعضها فهي تغني عن الإطالة في هذا المقام.

والكلام على ترجيح فقه إمام ومذهبه على فقه إمام آخر ومذهبه: ليس من العلم شيء.

وأكثر من ابتلي بأمثال هذه الخرافات هم: المقلدون للمذاهب والمتمذهبون للمشارب والحق: عدم الترجيح وأحكم المذاهب وأصوبها وأشرفها ماكان موافقا للكتاب والسنة بعيدا عن شوائب الآراء والمظنة - وبالله التوفيق وبيده أزمة التدقيق والتحقيق.

الإمام مالك بن أنس صاحب كتاب: الموطأ في الحديث الشريف عالم المدينة وإمامها أحد المجتهدين الأربعة مات وله تسعون سنة وقبره بالمدينة على شط بقيع الغرقد وكان وفاته في أيام الرشيد ولد وأسنانه ثابتة فسمي: ضحاكا أضحكه الله في جناته.

أخذ عنه العلم جماعة كثيرة منهم: الشافعي قال: إذا ذكر العلماء فمالك النجم وإذا جاء الحديث عنه فاشدد يديك به.

وقال مالك: ليس العلم بكثرة الرواية وإنما هو نور يضعه الله تعالى في القلب.

قال في مدينة العلوم: إنه لا يفي بتعداد فضائل هذا الطود العظيم الأشم والبحر الزخار الأطم بطون الكتب ومضامين الأسفار فضلا عن هذه الأوراق والسطور. انتهى.

وهو كذلك وكتابه الموطأ: في الطبقة الأولى من كتب الحديث عند المحققين وكان شارحه صاحب المصفى والمسوى شديد الاعتناء به حتى قال: إن المقصود في هذه الدورة العمل بالموطأ وترك العمل بغيره من التفريعات والكتب.

وهذا يدل على عظمة رتبة هذا التأليف.

توفي في سنة تسع أو ثمان وسبعين ومائة وقد ذكرت له ترجمة حافلة في كتابي: الحطة في ذكر الصحاح الستة وإتحاف النبلاء فارجع إليهما.

الإمام: محمد بن إدريس الشافعي: القرشي ثالث المجتهدين وأعلم العلماء الربانيين لما حملت به أمه: رأت كأن المشتري خرج من بطنها وانقض ووقع في كل بلدة منه شظية فعبر المعبر: أنه يخرج من بطنك عالم عظيم فكان كما عبر.

وهو: أول من دون علم أصول الفقه ورزق السعادة التامة في علمه.

قال أحمد بن حنبل: كان الشافعي كالشمس للنهار وكالعافية للناس وإني لأدعو له في أثر صلاتي: اللهم اغفر لي ولوالدي ولمحمد بن إدريس الشافعي.

قال في مدينة العلوم: وبالجملة هو: عالم الدنيا وعالم الأرض شرقا وغربا جمع الله له من العلوم والمفاخر مالم يجمع لإمام بعده وفضائله أكثر من أن تحصى لا يسعها إلا المجلدات.

حدث عنه أحمد بن حنبل وغيره مات بمصر سنة ٢٠٦هـ، وله أربع وخمسون سنة واتفق العلماء قاطبة من: أهل الفقه والأصول والحديث واللغة والنحو وغيرها على أمانته وعدالته وزهده وورعه وتقواه وجوده وحسن سيرته وعلو قدره فالمطنب في وصفه مقصر والمسهب في مدحه مقتصر وقد كثرت في ذلك

<<  <   >  >>