والشيخ: زين العابدين بن عبد القادر الطبري - مفتي الشافعية - وكان حنفيا لكن يجمع بين الصلاتين في السفر ويقرأ الفاتحة خلف الإمام ولم يكن يلتزم مذهبا معينا في جميع الأمور بل يجوز التلفيق وكانت في عينيه هنة وكان مع ذلك إذا قرأ الحديث رئي على وجهه الأنوار وصار كأجمل من رئي في الدنيا وذلك سر قوله صلى الله عليه وسلم:"نضر الله عبدا ... " الحديث ضبط أسانيده في رسالة يعلم منها سعة علمه قال: يقول الناس: ولد العالم نصف العالم وصدقوا فإن العالم له نصفان: عا ولم وليس لواحد منهما معنى فكأنهم قالوا: ولد العالم لا معنى له يأتي كل رجب إلى المدينة المنورة ومعه كتاب من الكتب الستة يختمه في المسجد النبوي على طريق السرد تتلمذ عليه الشيخ: أبو طاهر المدني وشيخ مسند الوقت: الشاه ولي الله المحدث الدهلوي - رحمه الله تعالى.
الشيخ أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني: لبس الخرقة من أبيه واستجاز له أبوه من مشائخ كثيرين منهم: الشيخ محمد بن سليمان المغربي وأخذ النحو عن السيد: أحمد بن إدريس المغربي الذي كان سيبويه زمانه في العربية واكتسب فقه الشافعي عن الشيخ: علي الطولوني المصري والمعقول عن: المنجم الباشي الرومي والحديث عن الشيخ: حسن العجيمي وأحمد النخلي والشيخ: عبد الله البصري والشيخ: عبد الله اللاهوري وكان مجتهدا في الطاعة ومشتغلا بالعلم والمذاكرة رقيق القلب كثير البكاء قال في إنسان العين: لما حضرت عنده للوداع إلى الهند أنشدت بين يديه:
نسيت كل طريق كنت أعرفه ... إلا طريقا يؤديني لربعكم
فغلب البكاء على الشيخ وتأثر تأثرا عظيما توفي رحمه الله في سنة ١١٤٥هـ الهجرية.
الشيخ تاج الدين الحنفي القلعي ابن القاضي: عبد المحسن كان مفتيا بمكة المكرمة صحب كثيرا من مشائخ الحديث وأخذ العلو منهم وكلهم أجازوه واستجاز له والده من الشيخ: عيسى المغربي وكان غالب تعلمه لعلم الحديث من الشيخ: عبد الله بن سالم البصري.
قال: عرضت عليه هذه الكتب على نهج البحث والتنقيح وقرأت الصحيحين على العجيمي وأجازني بجميع ما تصح له روايته.
ولازم الشيخ صالح الزنجاني واستفاد منه وتفقه عليه وحصل الرواية والإجازة عن الشيخ: أحمد النخلي والشيخ: أحمد القطان وغيرهما وتعلم منهما طريق الدرس.
وله إجازة عن الشيخ: إبراهيم الكردي وعنه روى الحديث المسلسل بالأولية.
قال الشيخ: ولي الله المحدث الدهلوي - في إنسان العين -: حضرت بمجلس درسه أياما حين كان يدرس البخاري وسمعت عليه: أطراف الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الدارمي وكتاب الآثار لمحمد وأخذت الإجازة لسائر الكتب وحدثني بالحديث المسلسل بالأولية عن الشيخ: إبراهيم وهو أول حديث سمعته منه بعد عودتي من زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلمفي سنة ١٢٤٣هـ.
قلت: وكان والدي السيد: أبو أحمد الحسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي قدس الله سره قد تتلمذ على الشيخ: عبد العزيز والشيخ: رفيع الدين ابني الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي