للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدرس الحديث وهذا من غرائب الدنيا وعجائب الدهر بل ولا غرو فإن عمر الدنيا قد انصرم وكثر الاختلاف وذهب الائتلاف وعم الفساد في البر والبحر وسال به الوادي وطم ولم ينجح من بليات التقليد وآفات الرأي إلا من عصمه الله وعليه رحم.

الشيخ: محمد عابد السندي بن أحمد بن علي بن يعقوب الحافظ من بني أبي أيوب الأنصاري:

ولد ببلدة سيون: وهي على شاطئ النهر شمالي حيدر آباد السند مما يلي بلدة بوبك هاجر جده الملقب: بشيخ الإسلام إلى أرض العرب وكان من أهل العلم والصلاح وأقام الشيخ: محمد عابد بزبيد داره علم باليمن معروفة واستفاد من علمائها واقتبس من أشعة عظمائها حتى عد من أهلها ودخل صنعاء اليمن يتطبب لإمامهم وتزوج ابنة وزيره وذهب مرة سفيرا من إمام صنعاء إلى مصر وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة وعاود مرة أرض قومه فدخل نواري: بلدة بأرض السند مما يلي بندر كراجي وأقام بها ليالي معدودات ثم عاد إلى المدينة الطيبة وولي رياسة علمائها من قبل والي مصر وخلف من مصنفاته كتبا مبسوطة ومختصرة.

منها: كتاب المواهب اللطيفة. على مسند الإمام أبي حنيفة.

وكتاب: طوالع الأنوار على الدر المختار.

وكتاب: شرح تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول بلغ منه إلى كتاب الحدود لم يتمه يقال له: شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر.

وكان ذا عصبية للمذهب الحنفي ولذلك تعقبه في بعض الرسائل له السيد العلامة أخونا: أحمد بن حسن الحسيني القنوجي البخاري العرشي رحمه الله.

توفي محمد عابد يوم الإثنين من ربيع الأول سنة ١٢٥٧هـ، ودفن بالبقيع ولم يخلف عقباً رحمه الله.

<<  <   >  >>