للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحكمي وغيرهما وقد أطال في النفس اليماني والروح الريحاني في ترجمة: زهده وكرمه وإحسانه إلى الوفود والقصاد وصلابته في الدين وصلاحه وكراماته وحرصه على تعلم العلم واجتهاده في رمضان - لا نطول الكلام بإيرادها في هذا المقام.

وكان يحسده جماعة من أقرانه ممن له تعلق بالعلم فسلبت منه هيبة العلم وأبهته وليس له منه إلا الاسم ولم يحملهم على هذا إلا الهوى ولكن:

إذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا علي لئامها

وما أحسن ما قيل:

جزى الله عنا الحاسدين فإنهم ... قد استوجبوا منا على فعلهم شكرا

أذاعوا لنا ذما فأفشوا مكارما ... وقد قصدوا ذما فصار لنا فخرا

ولله در العيني الحنفي حيث قال في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

لله در الحسد ما أعدله ... بدأ بصاحبه فقتله.

وله مصنفات مفيدة منها: كتاب في فضل ذوي القربى ومنها: القول السديد فيما أحدث من العمارة بجامع زبيد.

وبالجملة: كان سيدا علامة وعلما فهامة حافظ عصره بالاتفاق ومحدث إقليمه بلا شقاق

توفي ليلة الأربعاء رابع عشر ربيع الآخر سنة ١١٤٧هـ، وهو ابن أربعة أو ثلاثة وسبعين كذا قال قبل موته بأحد عشر يوماً.

قال محمد المحبي في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: معنى الأهدل: الأدنى الأقرب وفي: نظام الجواهر النفيسة في بيان أنساب العصابة الأهدلية: أصل هذه الكلمة: على الله دل وقيل غير ذلك وهذا أصح.

أبو المحاسن السيد سليمان بن يحيى: المذكور كان سرا لأبيه وعالما محدثا كاملا ذا بصيرة تنويه.

قرأ العلوم على والده واستفاد من طريفه وتالده وأخذ من مشائخ الحديث علما وافرا وفضلا ظاهرا منهم: السيد العلامة: أحمد بن محمد مقبول الأهدل والسيد: سليمان بن أبي بكر هجام الأهدل والشيخ: عبد الخالق المزجاجي والسيد: عمر بن أحمد بن عقيل والعلامة: أحمد الأشبولي ومشائخه: من أهل اليمن والحرمين ومصر والشام وغيرهم جم واسع سماهم في النفس اليماني منهم: الشيخ الحافظ: محمد حياة السندي والشيخ: حسن بن محمد الكردي والشيخ: محمد بن أحمد الجوهري والشيخ: محمد هلال سنبل مفتي الشافعية والعلامة: أبو الحسن المغربي التنومي.

ومنهم: الإمام الكبير: محمد بن أحمد بن سالم السفاريني.

وله: كتاب الرحلة سماه: وشي حبر السمر في شيء من أحوال السفر ذكر فيه مشائخه

توفي في سنة ١١٩٧هـ وقد اعتنى بترجمته من العلماء غير واحد وامتدحه بعدة قصائد منهم: الشيخ: عبد القادر كدك المدني والعلامة الكبير: أحمد بن محمد قاطن في تاريخه المسمى: إتحاف الأحباب بدمية القصر الناعتة لمحاسن أهل العصر والشاعر المفلق: أحمد بن عبد الله السعدي في كتابه: سرد النقول في تراجم أعيان بني المقبول وغيرهم رحمهم الله تعالى.

<<  <   >  >>