للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولى: تكفير أهل الأرض بمجرد تلفيقات لا دليل عليها وقد أنصف السيد الفاضل العلامة: داود بن سليمان في الرد١ عليه في ذلك٢.

الثانية: التجاري على سفك الدم المعصوم بلا حجة ولا إقامة برهان وتتبع هذه جزئيات ذكر السيد المذكور بعضها وترك كثيرا منها وهي حقيرة تغتفر مع صلاح الأصل وصحته. انتهى.

وللعلامة الفاضل: حسين بن غنام اليمني قصيدة بديعة رد فيها على محمد بن فيروز في قصيدة لم يكفر فيها أهل نجد ويحث الناس على قتالهم فأجاب عليه بالقصيدة المذكورة أولها:

على وجهها الموسوم بالشؤم قد خطا ... عروس هوى ممقوتة زارت الشطا

وللإمام العلامة: عبد الله بن عيسى بن محمد الصنعاني كتاب سماه: السيف الهندي في إبانة طريقة الشيخ النجدي ألفه في سنة ١٢١٨هـ، قال فيه:

كان مبتدأ أمره في بضع وستين ومائة وألف خرج محمد بن عبد الوهاب الحنبلي فنزل بمحلة الشيخ: عبد العزيز النجدي وكان أهل تلك المحلة قوم أعراب مضيعين لأركان الإسلام وهؤلاء أهل اليمامة فلما حل الشيخ: محمد - المذكور - ما زال يدعوهم إلى التوحيد ويعلمهم الشرائع من الصلاة والصيام وغير ذلك والشيخ: عبد العزيز بن محمد النجدي: أول من تابعه وأسلم على يديه.

ثم لما تم للشيخ ابن عبد الوهاب ما أراد في تلك القرى المجاورة للدرعية: وهي قرية الشيخ: عبد العزيز واجتمع على الإسلام معه عصابة قوية صاروا يدعون من حولهم من القرى بالرغبة والرهبة ويقاتلون من حولهم من الأعراب ثم لما تمكن في قلوبهم الإسلام وهم عرب أغنام قرر لهم: أن دعا من غير الله أو توسل بنبي أو ملك أو عالم فإنه مشرك شاء أو أبى اعتقد ذلك أم لا.

وتعدى ذلك إلى تكفير جمهور المسلمين وقد قاتلهم بهذا الوجه الذي أبداه وقد وقفت على رسالة لهم في هذا الشأن وقد كان المولى العلامة السيد: محمد بن إسماعيل الأمير بلغه من أحوال هذا النجدي ما سره فقال قصيدته المشهورة:

سلام على نجد ومن حل في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

ثم لما تحقق الأحوال من بعض من وصل إلى اليمن وجد الأمر غير صاف عن الإدغال وقال:


١ قلت للسيد داود بن سليمان رسالة، سماها صلح الإخوان في الرد على من قال على المسلمين بالشك والكفران، وهي في معرض الرد على الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان وتلامذته، وأتباعه من أهل نجد والعروض وعمان. وفي جوابها رسالة من الشيخ الإمام محمد بن ناصر الحازمي سماه فتح المنان في ترجيح الراجح وتزييف الزائف من صلح الإخوان قبل فيها ما صح دليله ورد ما عمي سبيله وهي عند سيدي الوالد بخطه الشريف سيد نور الحسن خان سلمه ربه.
٢ يحتم علينا وازعنا الديني وأمانتنا العلمية أن نعطي كل ذي حق حقه، وأن نضع الأمور في نصابها، ففيما يتعلق بالإمام محمد بن عبد الوهاب يجدر بنا الأشارة إلى أنه لم يقم بتكفير الأمة كما أورد المؤلف أعلاه، ولكنه نهى عن الأعمال التي تؤدي بفاعلها إلى الكفر، وهي مما عمت به البلوي، وألف بذلك مؤلفات جليلة، استدل على أقواله فيها بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رائد دعوة إصلاحية أعادت توجيه الأمة إلى الطريق السوي الذي خطه لها قائدها صلى الله عليه وسلم، وليعلم أن الإمام محمد بن عبد الوهاب فتح بأمر ربه منافذ النور والهدى، وقام بإعمال العقل، وإحياء عقيدة أهل السنة وانتشال الناس من ظلمات العبودية للخلق وخاصة أهل القبور والتوجه لله وحده. الناشر.

<<  <   >  >>