للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توفي في سنة ٥١٥هـ، محبوسا في قلعة نائ وكان لبث في السجن عشرين سنة حفظ هناك القرآن ونظم الأشعار وكان عارفا بالألسنة الثلاثة: العربي والفارسي والهندي صاحب ثلاثة دواوين فيها وديوانه الفارسي متداول في بلاد الهند والإيران ولم يصل أحد من شعراء العجم في الطريقة إليه لا في حسن المعاني ولا في لطف الألفاظ والمباني صرح بذلك: نظامي العروضي في رسالته: جهار مقالة وله شعر حسن منه ما أورده الرشيد الوطواط في: حدائق السحر:

ثق بالحسام فعهده ميمون ... واركب وقل للنصر كن فيكون

ومنه: هذه القطعة في التورية:

وليل كأن الشمس ضلت ممرها ... وليس لها نحو المشارق مرجع

نظرت إليه والظلام كأنه ... على العين غربان من الجو وقع

فقلت لقلبي: طال ليلي وليس لي ... من الغم منجاة وفي الصبر مفزع

أرى ذنب السرحان في الجو طالعا ... فهل ممكن أن الغزالة تطلع

ذكره الأديب: صابر والنسائي الحكيم وجمال الدين عبد الرزاق في أشعارهم وأثنوا عليه ثناء جميلاً.

حسن بن محمد بن حسن بن حيدر العدوي العمري الصغاني الحنفي رضي الدين صاحب مشارق الأنوار أصله من صغان: بلدة من بلاد ما وراء النهر.

وولد بلاهور في سنة ٥٧٧هـ، وهو من نسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان محدثا لغويا فقيهاً

أخذ العلم عن والده ورحل إلى بغداد وأقام بها مدة له مشاركة في العلوم والتصانيف العديدة المفيدة فيها.

منها: كتاب: الشوارد في اللغات وكتاب الافتعال وكتاب العروض وكتاب مصباح الدجى والشمس المنيرة وشرح البخاري والعباب معجم في اللغة.

توفي ببغداد في سنة ٦٥٠هـ، أوصى بنقل ميته إلى مكة فدفن بها وكان قد أقام بمكة مجاورا مدة ثم عاد إلى العراق وأرسل برسالة إلى الهند.

وسمع الحديث بمكة وعدن والهند من شيوخ كثيرة وكان إماما دينا عالما متقنا وقد دعا لوقوع موته وقبره بمكة المكرمة في مبدأ مشارق الأنوار حيث قال: أماته بها حميدا فأقبره ثم إذا شاء أنشره فسمع الله تعالى نداءه.

شمس الدين يحيى الأودي: وأود: بلدة قديمة من الهند يقال: بناها شيث بن آدم - عليهما السلام - وكانت دار الإمارة لبعض الرؤساء.

أخذ العلم عن: ظهير الدين البكري وفريد الدين الشافعي شيخ الإسلام بأود وبايع الشيخ: نظام الدين الدهلوي البدايوني وبدايون: بلدة من توابع صوبة دهلي وهي - بكسر الدال وسكون الهاء -: دار الخلافة لسلاطين الهند ذكرها المجد في القاموس: كان عالما جليلا وفاضلا نبيلا مدحه تلميذه الشيخ: نصير الدين بقوله:

سألت العلم: من أحياك حقا ... فقال العلم: شمس الدين يحيى

<<  <   >  >>