للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسمع الحديث عن السيد: مبارك المحدث الواسطي الحسيني البلكرامي المتوفى سنة ١١٠٥هـ، وهو أخذ عن الشيخ: نور الحق وهو عن أبيه الشيخ: عبد الحق.

وتأدب على الشيخ: غلام نقشبند اللكهنوي وتفنن في الفنون العالية سيما التفسير والحديث والسير وأسماء الرجال وتاريخ العرب والعجم.

وأما اللغة: فحسابها في بنانه وكان القاموس على لسانه.

وأما الأدب: فهو معدن جواهره ولجة عنابره كان عارفا بالعربية والفارسية والتركية والهندية وتكلم بالأربعة المذكورة في غاية الطلاقة وأنشأ في كل منها أشعارا في نهاية الرشاقة

واجتمع بالسيد: علي معصوم صاحب: سلافة العصر بأورنك آباد فقال: ما رأيت لهذا السيد بالهند نظيرا لازم السلطان عالمكير فأعطاه عمل بخشيكري ووقائع نكاري - بلدة كجرات من بلاد فنجاب ثم بلدة بكر وبلدة سيرستان من: بلاد السند فعمل فيها بالسيرة الحسنى وتقررت عليه هذه الأعمال في الطبقات التي بعد عالمكير وعاد في سنة ١١٢٦هـ من بكر إلى شاهجهان آباد ولازم السلطان: فرخ سير ثم استعفى عن الخدمات وفوض خدمته إلى ابنه السيد: محمد وأتى بلكرام فتتلمذ عليه حفيده: السيد آزاد ثم رجع بعد سنة إلى دهلي وأقام بها.

وتوفي في سنة ١١٣٨هـ، ونقل جسده إلى بلكرام ودفن بها في: بستان محمود وخرج من التابوت سالما قال آزاد في تاريخ وفاته: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} وأيضا: {أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} ومن تفرداته دليل هندسي على إبطال جزء لا يتجزأ ذكره في سبحة المرجان ومن أشعاره الفصيحة البليغة:

يا صاح لا تلم المتيم في الهوى ... هو عاشق لا ينثني عن خله

يأبى الدواء سقامه كعيونه ... فعلى الطبيعة يا معالج خله

حبيبي قوس حاجبه كنون ... وصاديد ابن مقلة شكل عينه

لعمري أنه نص جلي ... على أن الرماية حق عينه

ذكر له حفيده السيد: آزاد ترجمة حافلة في سرد آزاد وتسلية الفؤاد وغيرهما من مؤلفاته وذكر من أشعاره وفضائله شيئا كثيرا لا نطول بذكرها الكلام ونظم في مدحه قصائد عظاما منها: قصيدته المشهورة التي أولها:

أدرك عليلا لقاء منك يكفيه ... وطرفك الناعس الممراض يشفيه

السيد علي بن السيد: أحمد بن السيد: المعصوم الدشتكي: هو من مشاهير الأدباء وصناديد الشعراء بيته بشيراز بيت العلم والفضل والمدرسة النظامية بها منسوبة إلى جدة مير: غياث الدين منصور والسيد اشتهر: بعلي المعصوم تزوج بأخت شاه عباس الثاني الصفوي وتوطن مكة المكرمة وولد له من بطنها السيد: أحمد نشأ بمكة واكتسب العلوم وفاق الأقران.

ثم إن مير: محمد سعيد المخاطب: بمير جملة وزير السلطان: عبد الله قطب شاه والي حيدر آباد من بلاد الدكن طلبه إلى حيدر آباد فزوج قطب شاه بنته بالسيد أحمد وما جاء له منها ولد وكان قد تزوج قبل

<<  <   >  >>