للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشا الشيخ عبد العزيز بن حمد بن ناصر وهو أحد تلاميذ شيخ الإسلام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قصيدة في رثاء الدرعية تسمى عند علماء الدرعية "الطنانة"، أبكت الناس، وهي تصور بطش إبراهيم باشا وجنوده:

قال -رحمه الله-:

وكم قتلوا من عُصْبةِ الحقِّ ... فتية هداةً وضاةً ساجدين ورُكَّعا

وكم دمَّروا مِن مَرْبَعٍ كان آهلًا ... فقد تركوا الدار الأنيسة بلقعا

فأصبحتِ الأموال فيهم نهائبًا ... وأصبحتِ الأيتامُ غَرثى وجُوَّعا

وفرق الإخوان من كان قاطنًا ... وفُرِّقَ إلْفٌ كان مجتمعًا معا (١)

ثم دعا الناس إلى الصبر على قضاء الله، ونبذ اليأس وانتظار الفرج، يقول:

ألا أيها الإخوان صبرًا فإنني ... أرى الصبر للمقدور خيرًا وأنفعا

ولا تيأسوا من كشف ما ناب إنه ... إذا شاء ربي كَشْفَ ذاك تمزعا

عسى وعسى أن ينصر الله ديننا ... ويجبر منا اليوم ما قد تصدعا

ويعمر للسمحا ربوعًا تهدمت ... ويفتح سبلًا للهداية مهيعا (٢)


(١) "عنوان المجد" (٢/ ٢٧).
(٢) "نفسه" (٢/ ٣٧، ٣٨).

<<  <   >  >>