للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإبراهيم باشا الطاغية الذي لا يحترم كبيرًا ولا صغيرًا ولا عالمًا، فقد أحضر في مجلسه العالم الجليل سليمان بن عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (١)، وأظهر بين يديه آلات اللهو والطرب، وقال له:

"ماذا تقول بهذه؟ " فقال -رحمه الله-: "إنها حرام، ولا يجوز الاستماع إليها"، فقام هذا الطاغية، وأخرجه إلى المقبرة، وأطلق عليه خمس رصاصات، فسقط شهيدًا، وقد مثل بجثته، فقطعت إربًا إربًا، ومزقت عضوًا عضوًا (٢).


(١) هو سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ولد سنة (١٢٠٠ هـ) في بلدة الدرعية، وكانت في أوج قوتها تعج بكثير من العلماء والأعلام، فنشأ بها وقرأ القرآن حتى حفظه، وقرأ على عدد من علمائها، وكان نادرة في العلم والحفظ، فكان فقيهًا ومتكلمًا، ومفسرًا ومحدثًا، من تصانيفه "أوثق عرى الإيمان"، و"التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق" في مجلد واحد، وله "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد"، وله "تذكرة أولى الألباب في طريقة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب لما، وتوفي مجاهدًا حيث استولى إبراهيم باشا على بلدة الدرعية سنة (١٢٣٣ هـ) فغدر بالشيخ رغم العهود المبرمة بينه وبن الشيخ وأهل الدرعية، فأخرج الشيخ إلى المقبرة ثم أمر جنده أن يطلقوا عليه النار، وفاضت روحه إلى بارئها وليس له عقب. انظر: "مشاهير علماء نجد" عبد الرحمن بن عبد اللطيف ص (٢٩ - ٣١) وانظر: "معجم المؤلفين"، عمر كحالة (٢٦٨/ ٣).
(٢) "معجزة فوق الرمال" - أحمد عسه، بيروت ١٩٦٩ م نقلًا عن "سلفية لا وهابية" ص (٢١٦)، وانظر: "عنوان المجد" (١/ ٢١٠).

<<  <   >  >>