للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محملًا ولا جمعية تعاونية إلا وتجمعوا حولها .. أو "توت حاوي كمان لمه" (١)!

"خاصة إذا كان المنادي ينادي، والعسكر يخرجون الناس، والباشا يجري مناورات حربية- بَحَرية، تقوم فيها السفن والمراكب بتمثيل المعارك البحرية، والطبول تدق، والمزامير والنقرازانات في السفن، وطبلخانة (موسيقى) الباشا تضرب في كل وقت، والمدافع الكثيرة تضرب في ضحوة كل يوم وعصره وبعد العشاء، وتوقد المشاعل، وتعمل أصناف كل الحراقات والسواريخ والنفوط، وتتقابل القلاع المصنوعة على وجه الماء، ويرمون منها المدافع على هيئة المتحاربين".

فالباشا فاتح سيرك، أو عامل أراجوز .. والشعب يتفرج، وله فيها مآرب أخرى، ذكرها الجبرتي في أكثر من موضع عند حديثه عن تجمعات المصريين العابثة .. فهل هذا يبيح لمؤرخ أن يستنتج: "وهذا يدلك على عظم تقدير الشعب للانتصارات الحربية، وما تستثيره في النفوس من روح الفخر والعزة، ولا جرم أن الحفلات الحربية هي مظهر من مظاهر تقدم الشعوب، وتقديرها لمفاخرها القومية، وتكريم الفضائل والأخلاق الحربية، فالحفلات التي وصفها الجبرتي تنطوي على هذه المعاني السامية، وليس عجيبًا أن تحتفل مصر بفتح الدرعية، فإن فتحها هو أعظم انتصار نالته في أول حرب خارجية خاضت غمارها في تاريخها الحديث "؟!!


(١) يبدو أنها عبارة عامية مصرية ينادي بها الحاوي ليحشد حوله الجمهور.

<<  <   >  >>