للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالله، واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف، والعجز عن مقاومة العدو المبين، الباطني، الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، الذي يراه وهو لا يراه، فهو في مقابل ذلك يستعين بالذي يرى الشيطان، ولا يراه الشيطان، فالمسلم يلجأ إلى الله من الشيطان أن يضرَّه في دينه أو دنياه، بصدِّه عن فعل ما أُمر به، أو بحثِّه على فعل ما نُهي عنه (١).

٢ - ((أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)) (٢).

قوله: ((من همزه)): فسَّره بعض الرواة بالمؤتة، بضم الميم، وفتح التاء: نوع من الجنون والصرع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه عقله.

قوله: ((ونفخه)): فسَّره الراوي بالكِبْر، وكان الكِبْر من نفخ الشيطان؛ لأنه ينفخ في الشخص بالوسوسة، فيعتقد عظم نفسه، وحقارة غيره.

قوله: ((ونفثه)): فسَّره الراوي بالشعر، والمراد: الشعر المذموم كالهجاء (٣)؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ((إن من الشعر حِكَماً)) (٤).


(١) انظر: تفسير القرآن العظيم، ص ٢١،طبعة دار السلام، وطبعة دار عالم الكتب المحققة،١/ ١٧٤.
(٢) أحمد في مسنده، ٣/ ٥٠، برقم ١١٣٧٤، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك، ١/ ٤٩٠، برقم ٧٧٥، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، ٢/ ٩، برقم ٢٤٢، وحسَّن إسناده الألباني في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ص ٩٦.
(٣) انظر: سبل السلام، كتاب الصلاة، باب التعوذ قبل القراءة، ١/ ٢٧٨، الحديث رقم ٢٥٦.
(٤) الترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء أن من الشعر حكمة، ٥/ ١٢٦، برقم ٢٨٤٥، وقال: حديث حسن صحيح. من حديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٢٢١٥، وهو في صحيح البخاري، برقم ٦١٤٥ بلفظ: ((إن من الشعر حكمة)) عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>