للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: "أحق ما قال العبد" تقديره: أحق قول العبد: لا مانع لما أعطيت ... إلخ، واعترض بينهما: ((وكلنا لك عبد)) للاهتمام به، وارتباطه بالكلام السابق، وتقديره: أحق قول العبد: لا مانع لما أعطيت، وكلّنا لك عبد، فينبغي لنا أن نقوله.

وفي هذا الكلام دليل ظاهر على فضيلة هذا اللفظ؛ فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى أن هذا أحق ما قاله العبد، فينبغي أن نحافظ عليه، ولا نهمله؛ لأن كلنا عبد، وإنما كان أحق ما قاله العبد؛ لما فيه من التفويض إلى الله تعالى، والإذعان له، والاعتراف بوحدانيته، والتصريح بأنه لاحول ولاقوة إلا به، وأن الخير والشر منه، والحث على الزهادة في الدنيا، والإقبال على الأعمال الصالحة.

قوله: ((لا مانع لما أعطيت)) أي: لا مانع لما أردت إعطاءه، وهذا نظير قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (١).

قوله: ((ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ)): أي لا ينفع صاحب الغنى من عذابك غناه , ويحتمل أن تكون ((منك)) بمعنى عندك , أي: لا ينفع صاحب الغنى عندك غناه, وإنما ينفعه العمل بطاعتك (٢).

٤ - ((اللهم طهرني بالثلج، والبرد، والماء البارد, اللَّهمّ طهّرني


(١) سورة فاطر، الآية: ٢.
(٢) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ٤/ ١٩٤ - ١٩٦, والمنهل العذب، ٥/ ٢٨٨ - ٢٨٩، والعلم الهيب، ص ٢٨٩.

<<  <   >  >>