للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: ((والطيبات)): منها: ما يتعلق بالله، ومنها ما يتعلق بأعمال العباد، فما يتعلق بالله فله من الأوصاف أطيبها، ومن الأعمال أطيبها، ومن الأقوال أطيبها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله طيب ... )) (١)، يعني: لا يقول إلا الطيب، ولا يفعل إلا الطيب، ولا يتَّصف إلا بالطيب، فالله سبحانه طيب في كل شيء: في ذاته، وصفاته، وأفعاله.

وما يتعلق بأعمال العباد: القولية والفعلية، فله سبحانه منها الطيب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... لا يقبل إلا طيباً)) (٢)، فإن الطيب لا يليق به إلا الطيب، ولا يقدم له إلا الطيب، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} (٣)، وما ليس بطيب فهو إلى الأرض، لا يصعد إلى السماء، وهو تعالى: لا يقبل إلاّ الطيب: من أقوال العباد، وأفعالهم، واعتقاداتهم.

قوله: ((السلام عليك)) المراد بالسلام: اسم الله - عز وجل -؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله هو السلام)) (٤)، وقال الله تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} (٥)، ومعنى سلام الله على الرسول، أي بالحفظ، والكلاءة، والعناية، فكأننا نقول: الله عليك، أي: رقيب حافظ معتنٍ بك، حافظ لك من الآفات، وما أشبه ذلك.


(١) يأتي تخريجه في الذي بعده.
(٢) مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، برقم ١٠١٥.
(٣) سورة فاطر، الآية: ١٠.
(٤) البخاري، كتاب الأذان، باب التشهد في الآخرة، برقم ٨٣١، ومسلم، كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، برقم ٤٠٢، من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٥) سورة الحشر، الآية: ٢٣.

<<  <   >  >>