للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: بإخلاص العبادة لله، والثاني: بمتابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وضد ذلك عباد الله الفاسدون، إما بالسرائر، وإما بالظواهر، فالمشرك فاسد بالسريرة، والمبتدع فاسد الظاهر؛ لأن بعض المبتدعة يريد الخير، لكنه فاسد الظاهر لم يمش على الطريق الذي رسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمشرك فاسد الباطن، ولو عمل عملاً ظاهره الصحة والصلاح مثل المرائي.

قوله: ((أشهد أنْ لا إلهَ إلاَّ الله)): أشهد، أبلغ من قول: أُخبر؛ لأن الخبر قد يكون عن سماع، والشهادة لا تكون إلا عن قطع، كأنما يشاهد الإنسان بعينيه.

وهذه كلمة التوحيد التي أُرسل بها جميع الرسل، ومعناها: لا معبود حق إلاّ الله.

قوله: ((وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)): شهادة بأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ لله، لا شريك، فهو بشر مثلنا تميّز عنا بالوحي، وبما جبله الله عليه من العبادة والأخلاق، وبأنه رسولٌ أرسله الله جلّ وعلا، وجعله واسطة بينه وبين الخلق في تبليغ شرعه فقط (١).

٢ - ((التَّحِيَّاتُ، الْمُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ، الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ)) (٢).


(١) انظر: الشرح الممتع، ٣/ ٢٠٣ - ٢١٩، والمنهل العذب، ٦/ ٧١ - ٧٣، وحاشية الروض المربع، ٢/ ٦٦ - ٦٩.
(٢) مسلم، كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، برقم ٤٠٣ من حديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

<<  <   >  >>