لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبارك فيه بكثرة أتباعه، وكثرة عمل أتباعه؛ لأن كل عمل صالح يفعله أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فله مثل أجورهم إلى يوم القيامة، وبهذا يُردُّ على من يُهدون ثواب القُرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن هذا بدعة ضلالة.
قوله:((السلام علينا)): السلام هنا بنفس ما مضى في ((السلام عليك))، ونون الجماعة في ((علينا)) يراد بها الشخص نفسه، وجميع الأمة المحمدية، واستدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء، ومنه قول نوح وإبراهيم عليهما السلام في القرآن.
قوله:((وعلى عباد الله الصالحين)): هذا تعميم بعد تخصيص؛ لأن عباد الله الصالحين هم: كل عبد صالح في السماء والأرض، حي أو ميت، من الآدميين والملائكة، والجن، وعباد الله هم الذين تعبَّدوا لله: أي تذللوا له بالطاعة امتثالاً للأمر، واجتناباً للنهي، فالعبادة مبنيَّةٌ على أمرين: الحب، والتعظيم.
فبالحب يكون طلب الوصول إلى مرضاة المعبود، وبالتعظيم يكون الهرب من الوقوع في معصيته؛ لأنك تحبه فتطلبه، وتعظمه فتخافه. وأما شرطا قبول العبادة فهما: الإخلاص لله، والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(١).
وعباد الله الصالحون هم الذين صلحت سرائرهم وظواهرهم بأمرين: