للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واشفع تُشفَّع ... )) (١).

قوله - عز وجل -: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}: دليل على إحاطة علمه سبحانه بجميع الكائنات: ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها.

قوله - عز وجل -: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء}: أي: لا يطَّلع أحد على شيء من علم الله إلا بما أعلمه الله جل وعلا وأطلعه عليه، ويحتمل أن يكون المراد: لا يطلعون على شيء من علم ذاته، وصفاته، إلا بما أطلعهم الله عليه، كقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمِاً} (٢).

قوله - عز وجل -: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ}: والصحيح أن الكرسي موضع القدمين، وأنه غير العرش، والعرش أكبر منه، قال ابن عباس

رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: ((الكرسي موضع القدمين والعرش: لا يقدر أحد قدره)) (٣)، [وسع: بمعنى شمل وأحاط، والكرسي موضع قدمي الرب سبحانه، وهو بين يدي العرش كالمقدمة له].

قوله - عز وجل -: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا}: أي: لا يُثقله، ولا يكترثه حفظ السموات والأرض ومن فيهما، ومن بينهما؛ بل ذلك سهل عليه يسير لديه، وهو سبحانه القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يعزب عنه شيء، ولا يغيب عنه شيء، والأشياء كلها حقيرة بين يديه، متواضعة ذليلة، صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة، وهو الغني الحميد، الفعّال لما يريد، الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو القاهر لكل شيء، والحسيب لكل شيء.


(١) البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب كلام الرب - عز وجل - يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، برقم ٧٥١٠، وأطرافه في الطرف الأول، برقم ٤٤.
(٢) سورة طه، الآية: ١١٠.
(٣) الحاكم، ٢/ ٢٨٢، وصححه على شرط الشيخين موقوفاً ٤٤٢ - ٤٤٤.

<<  <   >  >>