للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعصوم من عصمه الله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما منكم من أحد إلا وقد وكّل الله به قرينه من الجن)) قالوا: وإيّاك يا رسول الله؟ قال: ((وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير) وفي لفظ: ((وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة)) (١).

قوله - عز وجل -: {الْوَسْوَاسِ} أي: الموسوس، والوسوسة هي حديث النفس.

قوله - عز وجل -: {الْخَنَّاس} أي: كثير الخنس، والخنس: التواري والاختفاء، ووصف الشيطان بالخنَّاس؛ لأنه كثير الاختفاء، ومنه قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّس} (٢)، يعني النجوم تبدو بالليل، وتخنس بالنهار فتختفي ولا تُرى.

قوله - عز وجل -: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس} تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن، أي: نعوذ بالله من شياطين الجن والإنس، والجِنَّة: جمع جني. وكل شر في العالم فالشيطان سبب فيه، ولكن يمكن حصر شره في ستة أجناس، فلا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحداً منها أو أكثر:

الشر الأول: شر الكفر والشرك، ومعاداة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإن يئس منه ذلك، نقله إلى:

المرتبة الثانية من الشر، وهي البدعة، وهي أحبّ إليه من الفسوق والمعاصي، فإن أعجزه من هذه المرتبة، وكان العبدُ ممن سبقت له من الله موهبة السنة، ومعاداة أهل البدع والضلال، نقله إلى:

المرتبة الثالثة من الشر، وهي الكبائر على اختلاف أنواعها، فإن


(١) مسلم في صحيحه، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب تحريش الشيطان برقم: ٢٨١٤.
(٢) سورة التكوير، الآية: ١٥.

<<  <   >  >>