وبعد التنزه عن المعاصي يكون التحلي بمحاسن الأخلاق من باب التخلية والتحلية.
روى البخاري رحمه الله في كتاب بدء الوحي من صحيحه حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها- في كيف بدأ الوحي؟، وفيه قالت:«حتى جَاءَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فقال: اقْرَأْ ــ إلى أن قالت ــ فَرَجَعَ بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ على خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ -رضي الله عنها- فقال: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَزَمَّلُوهُ حتى ذَهَبَ عنه الرَّوْعُ، فقال لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ: لقد خَشِيتُ على نَفْسِي. فقالت خَدِيجَةُ: كَلَّا والله ما يُخْزِيكَ الله أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ على نَوَائِبِ الحَقِّ»(١). (الحديث (رقم ٣). والكَلَّ هو من لا
(١) رواه البخاري - كتاب بدء الوحي - باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (١/ ٤).