للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النوع الثامن: التلطف في السؤال والجواب]

ينبغي على الطالب أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان. وَقَدْ قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: «بِمَ نِلْت هَذَا الْعِلْمَ؟ قَالَ: بِلِسَانٍ سَئُولٍ وَقَلْبٍ عُقُولٍ» (١).

وأنشد المبرِّدُ عن أبي سليمان الغنويِّ:

فَسَلْ الْفَقِيهَ تَكُنْ فَقِيهًا مِثْلَهُ ... لا خَيْرَ فِي عِلْمٍ بِغَيْرِ تَدَبُّرِ

وَإِذَا تَعَسَّرَتْ الأمُورُ فَأَرْجِهَا ... وَعَلَيْك بِالأمْرِ الَّذِي لَمْ يَعْسِرِ

وإذا ذكر الشيخ شيئاً فلا يقل هكذا قلت أو خطر لي أو سمعت أو هكذا قال فلان بخلاف ما قلت، ويشير عليه بخلاف رأيه، فيرى أنه أعلم بالصواب من شيخه، فالحذر الحذر من سوء الأدب مع شيخه، بل يأخذ رأيه ببشر ظاهر، وإن لم يكن الشيخ مصيباً لغفلة أو سهو أو قصور نظر في تلك


(١) انظر: أدب الدنيا والدين للماوردىّ، (ص٨٠).

<<  <   >  >>