للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبقت، ولا يكشف عورة سترت.

قال بعض العلماء: «كل من لم يستر على إخوانه ما يراه منهم من الهفوات فقد فتح على نفسه باب كشف عورته، بقدر ما أظهر من هفوتهم».

وقال بعضهم: «إذا رأيتم أحداً من إخوانكم على معصية لم يتجاهر بها فاستروه، فإن تجاهر بها فوبخوه بينكم، فإن لم ينزجر فوبخوه بين الناس، مصلحة له لا تشفياً فيه، فلعله يكف وينزجر».

(فينبغي أن تحب المسلم لإسلامه وتبغضه لمعصيته، فتكون معه على حالة متوسطة بين الانقباض والاسترسال، فأما ما يجري منه مجري الهفوة التي يعلم أنه نادم عليها، فالأولى حينئذ الإغماض والستر، فإذا أصر على المعصية فلابد من إظهار أثر البغض بالإعراض عنه والتباعد، وتغليظ القول له حسب غلظ المعصية وخفتها) (١).


(١) انظر: مختصر منهاج القاصدين للإمام ابن قدامة المقدسي - رحمه الله تعالى - (ص١٢٥).

<<  <   >  >>