وقال الخطيب البغدادي: لا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشا من العلم، ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل، ولكن اجمع بينهما وإن قل نصيبك منهما. (١)
ـ وبعدُ ـ
فإنَّ العلم الذي هو أول ما يعقد عليه الخنصر في الدين واليقين، ليفسده اضطراب التلقي؛ لذلك كانت هذه الوصايا لطالب العلم، نناقش من خلالها " قضية التعلم " في وقتنا الراهن، ونوضح السبل القويمة لتحصيله، وذلك من خلال منطلقات عشرة، هي بمثابة الركائز والأصول التي ينبني عليها صرح العلم الشامخ، ... وأرجو من الله العلي القدير أن تكون منارات على الطريق تهدى الشداة السائرين.
وقد استقيتها من نهج سلفنا الأوائل في التلقي، وأردت بذلك أن أمدَّ يد العون لطلبة العلم كي يستضيئوا بها في دربهم، فإنَّ آمال الأمة معقودة على هذا الجيل كي ينتج لنا من العلماء والفقهاء ما يعوضنا خيرًا مما افتقدنا، فإنَّ قبض العلماء نذير الساعة، والساعة أدهى وأمر، والساعة لا تقوم إلا على أراذل النَّاس، نعوذ بالله أنْ نكون منهم.
(١) اقتضاء العلم العمل للخطيب البغذادي بتحقيق الشيخ الألباني ص (١٤) ط المكتب الإسلامي.