قد علمتَ طريقَك ومَنْ تقصدُ، فلا تجنحْ لمن هو أدنى، وإياك أن تُعجبَ بنفسِك ولمَّا تبلغْ بعدُ، فحذارِ من أن تتشبعَ بما لا تعلمُ.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "المتشبعُ بما لم يُعْطَ كلابسِ ثَوْبَي زورٍ"(١).
وقد تسألُ: فإنْ لم أجدْ ذلك العالمَ الذي تقدم سَمْتُه ووصفُه فماذا أفعلُ؟! لا سيما في هذه الآونةِ التي قلَّما تجدُ فيها العالمَ الربانيَّ، الذي يوافقُ علمَه عملُه.
والجوابُ من وجوهٍ:
أولًا: مع الاعترافِ المسبقِ -والذي تكرر ذكره- بندرةِ العلماءِ في هذا العصرِ، فلا نريدُ أن يكونَ ذلك مَطِيَّةً للانصرافِ عن طلبِ العلمِ أو أخذِ العلمِ من غيرِ وجهِه.
ثانيًا: قد أبدلنا اللهُ في هذا العصرِ بدائلَ قد تفي ببعضِ الغرضِ، مثل الأشرطةِ والأسطواناتِ وما شابهها من ناقلاتٍ للصوتِ، وأشرطةُ العلماءِ بدأتْ تتوافرُ بصفةٍ كبيرةٍ لا سيما على أسطواناتِ الليزر التي تسع أعدادًا كبيرةً من الساعاتِ الصوتيةِ، ونحن دائمًا ما نرددُ: اعملْ في المتاحِ، فلا
(١) متفق عليه. أخرجه البخاري (٥٢١٨) ك النكاح، باب المتشبع بما لم ينل وما ينهي من افتخار الضرة، ومسلم (٢١٢٩) ك اللباس والزينة، باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره والتشبع بما لم يُعط.