للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وارحل إلى العلماء، ولا تقنع بسماع شريط، أو قراءة كتاب، وخذ هذه الآثار تستثيرك إن كنت من الرجال.

أولئك الناس إنْ عُدّوا وإنْ ذُكِروا ... ومن سواهم فلغو غير معدود

أيها المتفقه:

الطريق وعرة، والمسافة طويلة، والوحدة موحشة، وقطاع الطريق كثير، فلابد لك في طريقك إلى الله من دليل وصاحب، فإنَّ " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب " (١).

ولكن ـ إياك أن تصحب في طريقك الجهال، فتضيع أو الذئاب فتأكلك.

قال بعض السلف: لا تأمنن فاسقًا، فإنَّه خان أول منعم عليه.

قال الإمام الشاطبي: " من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام ... ... "


(١) أخرجه الترمذي (١٦٧٤) ك الجهاد، باب ما جاء في كراهية أن يسافر الرجل وحده، وقال: حسن صحيح، وأبو داود (٢٦٠٧) ك الجهاد، باب في الرجل يسافر وحده.، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٥٢٤)
ومعني الحديث: أن الشيطان يطمع في الواحد والاثنين كما يطمع فيه اللص والسبع، فإذا خرج وحده فقد تعرض للشيطان والسبع واللص، فكأنه شيطان، فضلاً عن مخالفته النهي عن التوحد في السفر لما فيه من التعرض للآفات التي لا تندفع إلا بالكثرة، وفوات الجماعة، وعسر التعيش، ولعل الموت يدركه فلا يجد من يوصي إليه بإيفاء ديون الناس وأماناتهم وسائر ما يجب.

<<  <   >  >>