للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الحجاوي: مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمس حصون: الأول من ذهب، والثاني من فضة، والثالث من حديد، والرابع من آجر، والخامس من لبن.

فما زال أهل الحصن متعاهدين حصن اللبن لا يطمع العدو في الثاني، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني ثم الثالث حتى تخرب الحصون كلها.

فكذلك الإيمان في خمس حصون: اليقين، ثمَّ الإخلاص، ثمَّ أداء الفرائض، ثمَّ السنن، ثمَّ حفظ الآداب، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشيطان لا يطمع ... فيه، وإذا ترك الآداب طمع الشيطان في السنن، ثمَّ في الفرائض، ثمَّ في الإخلاص، ثمَّ في اليقين. (١)

فالأدب دليل على الالتزام الحقيقي، ولذا جُعل جزءًا من أجزاء النبوة.

عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الهدي الصالح والسمت والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة. (٢)

وكان الأدب هو المقياس الذي يقاس به الناس عند سلفنا الصالح، فإذا لم يوافق هدي الرجل علمه تركوه ونبذوه، فليس العلم عن كثرة المعارف وشحن الذهن بالفنون واللطائف، وإنما العلم ما توصل به لخشية الله تعالى.


(١) غذاء الألباب للسفاريني (١/ ٣٧) ط مؤسسة قرطبة.
(٢) أخرجه أبو داود (٤٧٧٦) ك الأدب، باب الوقار وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٣٩٩٦).

<<  <   >  >>