للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- قال الإمام الشاطبي: "إنَّ العالم شارعٌ، من وجهٍ، لأنَّ ما يبلغه من الشريعة، إمَّا منقول عن صاحبها، وإمَّا مستنبط من المنقول.

فالأول: يكون فيه مبلغًا.

والثاني: يكون فيه قائمًا مقامَه في إنشاءِ الأحْكَامِ، وإنشاءُ الأَحكامِ إنما هو للشارعِ، فإذا كان للمجتهدِ إنشاءُ الأحْكَامِ بحسب نَظَرِهِ واجتهادهِ، فهو من هذا الوجه شارعٌ، واجبٌ اتِّباعُه والعملُ على وفقِ ما قاله، وهذه هي الخلافة على التحقيق" (١).

٢٣) ومن فضل العلم وأهله: أن عليه مدار النجاة.

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشخص بصره إلى السماء ثمَّ قال: "هَذَا أوان يُخْتَلَسُ العلمُ مِنَ الناسِ حَتَّى لَا يَقدِرُوا منه عَلَى شيءٍ".

فقال زياد بن لبيد الأنصاريُّ: كيف يختلس منَّا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنَّه ولنقرِئنه أبناءنا ونساءنا.

فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثكلتك أمُّكَ زيادُ، إن كنتُ لأعدَّكَ من فقهاءِ أهلِ المدينةِ، هذه التوراةُ والإنجيلُ عند اليهودِ والنصارى فماذا تغنى عنهم؟! (٢).


(١) الموافقات (٤/ ٢٤٥).
(٢) رواه الدارمي (٢٩٤) في المقدمة، باب من قال: العلم خشية وتقوى الله، والترمذي في سننه (٢٧٩١) ك العلم، باب ما جاء في ذهاب العلم، وقال: حسن غريب.

<<  <   >  >>