للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذهاب العلم بذهاب العلماء، إذ ذهابهم هو الهلاك الحقيقي للأمم.

قال ابن عباس: أتدرون ما ذهاب العلم؟ قالوا: لا.

قال: ذهاب العلماء (١).

وقال أيضًا-: "لا يزالُ عالمٌ يموتُ، وأثرٌ للحقِّ يَمْرُسُ، حتى يكثرَ أهلُ الجهلِ، وقد ذهب أهلُ العلمِ فيعملون بالجهلِ، ويدينون بغير الحقِّ، ويضلون عن سواءِ السَّبيلِ" (٢).

٢٤) ومن فضل العلم: أنَّه يُحتاج إليه في كل وقت وحين.

- قال الإمام أحمد: "الناسُ أحوج إلى العلمِ منهم إلى الطعام والشراب؛ لأنَّ الطعامَ والشرابَ يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثًا، والعلمَ يحتاج إليه في كلِّ وقتٍ" (٣).

- فإنَ العلم نور الهداية، وبدونه لا يعلمُ كثيرٌ من الناس كيفية أداء الفرائضِ ولا اجتناب المحارم، ولا يعبدون الله على بصيرةٍ، فلولا العلم لفسد عملُ النَّاسِ، والعلماء في الأرضِ كالنجومِ يهتدى بها في الظلمات، وترجم الشياطين الذي يخلطون الحقَّ بالباطلِ، ويدخلون في الدين ما ليس فيه، وهم زينة الأرض، فإنهم النجوم على الحقيقة.


(١) رواه الدارمي في "سننه" (٢٤٩) في المقدمة، باب في ذهاب العلماء.
(٢) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (١/ ١٥٥).
(٣) ذكره ابن القيم في "إعلام الموقعين" (٢/ ٢٥٦)،

<<  <   >  >>