للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وضع حاميات عسكرية تجاه الأبلة، والخريبة في وضع جسر البصرة على شط العرب، وفي أسفل دجلة.

- عين حاكمًا عسكريًا للمنطقة، هو سويد بن مقرن المزني، على أن يتمركز في الحفير في موقع خلفي ليحمي مؤخرة الجيش الإسلامي المتقدم.

- عين أمراء في النواحي المختلفة، وربطهم بالقيادة في الحفير نذكر منهم: سويد بن قطبة على ناحيته من منازل بني ذهل من جهة البصرة، قحطبة بن قتادة السدوسي على جهته، شريح بن عامر القيني السعدي على الخريبة.

وجاء هذا الإجراء لأسباب منها:

- أهمية منطقة الأبلة الاقتصادي، والعسكري بوصفها الطريق المائي الوحيد بين المدائن والشرق.

- قطع الطريق على أي تحرك فارسي مضاد لاستعادة المنطقة في حال توغل في عمق الأراضي العراقية.

- تأمين سلامة قواته، والمحافظة على خطوط مواصلاته مع المدينة.

معركة الولجة ١:

أقام خالد في المذار، بعض الوقت، يستقصي أخبار عدوه، ويجمع المعلومات عنه، ويراقب مسار تحركاته، وفي المقابل، جهز الإمبراطور الفارسي أردشير جيشين بعد أن بلغته أنباء هزيمة جيشه في المذار، ودفعهما إلى ساحة المعركة، قاد الجيش الأول أندرزغر، في حين كان الجيش الثاني بقيادة بهمن جاذويه، وأمرهما بأن يعسكرا في الولجة، وينتظرا جيش المسلمين فيها، ويبدو أن بهمن جاذويه كانت له نظرة عسكرية أخرى، فحتى يحشر جيش المسلمين بين فكي كماشة، توجه إلى وسط السواد، ولم يلحق بالجيش الأول، وذلك بهدف مهاجمة المسلمين من الأمام في الوقت الذي يهاجمهم فيه أندرزغر من الخلف، حين يخرج من السواد إلى تخوم الصحراء، ونظرًا لأهمية المواجهة، استنفر الفرس القبائل العربية الموالية لهم، وبخاصة قبيلة بكر بن وائل، والدهاقين، فانضموا إلى الجيش الأول٢.

علم خالد وهو بالمذار بأنباء الحشود الفارسية الضخمة، وزحفها باتجاه الولجة، وحتى يتفادى الخطة الفارسية قرر ضرب الجيشين الفارسيين كلًا على حدة، وفعلًا


١ الولجة: في أرض كسكر، موضع مما يلي البر، الحموي: ج٥ ص٣٨٣.
٢ الطبري: ج٣ ص٣٥٣.

<<  <   >  >>